وَركب السُّلْطَان والعساكر وَسَار إِلَيْهِم وانتظرأن يخرجُوا فيناجزهم عملا بقوله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من فتح لَهُ بَاب خير فلينتهزه فَلم يظْهر الْعَدو من خيامهم وَحَال بَين الطَّائِفَتَيْنِ اللَّيْل وَاسْتمرّ ركُوب السُّلْطَان إِلَيْهِم فِي كل يَوْم وَطلب نزالهم وقتالهم وهم لَا يخرجُون من خيامهم لعلمهم بتباشير النَّصْر وَالظفر بهم والعساكر الإسلامية تتواتر وتتواصل فوصل فِي الثَّانِي وَالْعِشْرين من ربيع الآخر عماد الدّين زنكي بن مودود بن زنكي صَاحب سنجار وَهُوَ ابْن أخي نور الدّين - رَحمَه الله - وصهره زوج ابْنَته فَلَقِيَهُ السُّلْطَان بالاحترام والتعظيم ورتب لَهُ الْعَسْكَر فِي لِقَائِه وَسَار بِهِ حَتَّى وَقفه على الْعَدو وَعَاد مَعَه إِلَى خيمته وأنزله عِنْده
وَكَانَ صنع لَهُ طَعَاما لائقا بذلك الْيَوْم فَحَضَرَ هُوَ وَجَمِيع أَصْحَابه وَقدم لَهُ من التحف واللطائف مَا لَا يقدر عَلَيْهِ غَيره وَكَانَ قد أكْرمه بِحَيْثُ طرح لَهُ طراحة مُسْتَقلَّة إِلَى جَانِبه وَبسط لَهُ ثوبا اطلس عِنْد دُخُوله وَضربت خيمته على طرف الميسرة على جَانب النَّهر
وَفِي سَابِع جُمَادَى الأولى وصل ابْن أَخِيه صَاحب الجزيرة معز الدّين سنجر شاه بن سيف الدّين غَازِي بن مودود بن زنكي فَلَقِيَهُ السُّلْطَان وأنزله إِلَى جَانب عَمه عماد الدّين