مَاء شَدِيد الْبرد وَكَانَ ذَلِك عقيب مَا ناله من التَّعَب وَأَنه عرض لَهُ بِسَبَب ذَلِك مرض عَظِيم اشْتَدَّ بِهِ إِلَى أَن قَتله وَلما رأى مَا حل بِهِ أوصى إِلَى ابْنه الَّذِي كَانَ فِي صحبته
وَلما مَاتَ أَجمعُوا رَأْيهمْ على أَنهم سلقوه فِي خل وجمعوا عِظَامه فِي كيس حَتَّى يحملوه إِلَى الْقُدس الشريف ويدفنوه فِيهِ وترتب ابْنه مَكَانَهُ على خلف من أَصْحَابه فَإِن وَلَده الْأَكْبَر كَانَ خَلفه فِي بِلَاده وَكَانَ جمَاعَة من أَصْحَابه يميلون إِلَيْهِ واستقرت قدم وَلَده الْحَاضِر فِي تقدمه فِي الْعَسْكَر
وَلما أحس لافون بِمَا جرى عَلَيْهِم من الْخلَل وَمَا حل بهم من الْجُوع وَالْمَوْت والضعف بِسَبَب موت ملكهم مَا رأى أَن يلقِي نَفسه بَينهم فانه لَا يعلم كَيفَ يكون الْأَمر وهم فرنج وَهُوَ أرمني فاعتصم عَنْهُم فِي بعض قلاعه المنيعة
وَلَقَد وصل إِلَى السُّلْطَان كتاب الكاغيكوس وَهُوَ مقدم الأرمن وهوصاحب قلعة الرّوم الَّتِي على طرف الْفُرَات وَمعنى هَذَا الِاسْم الْخَلِيفَة ونسخة الْكتاب كتاب الدَّاعِي المخلص الكاغيكوس مِمَّا أطالع بِهِ عُلُوم مَوْلَانَا ومالكنا السُّلْطَان الْملك النَّاصِر جَامع كلمة الايمان رَافع علم الْعدْل والاحسان صَلَاح الدُّنْيَا وَالدّين سُلْطَان الْإِسْلَام وَالْمُسْلِمين من أَمر ملك الألمان