للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَمَا جرى لَهُ عِنْد ظُهُوره وَذَلِكَ أَنه أول مَا خرج من دياره دخل بِلَاد الهنكر غصبا ثمَّ دخل أَرض مقدم الرّوم وَفتح الْبِلَاد ونهبها وأحوج ملك الرّوم إِلَى أَن أطاعه وَأخذ رهائنه وَلَده وأخاه وَأَرْبَعين نَفرا من خلصائه وَأخذ مِنْهُ خمسين قِنْطَارًا ذَهَبا وَخمسين قِنْطَارًا فضَّة وَثيَاب طلس مبلغا عَظِيما واغتصب المراكب وعدى بهَا إِلَى هَذَا الْجَانِب وصحبته الرهائن إِلَى أَن دخل حُدُود بِلَاد الْملك قليج أرسلان ورد الرهائن وَبَقِي ثَلَاثَة أَيَّام سائرا وتركمان الأوج يلقونه بالأغنام والأبقار وَالْخَيْل والبضائع فتداخلهم الطمع وجمعوا من جَمِيع الْبِلَاد

وَوَقع الْقِتَال بَين التركمان وَبينهمْ وضايقوه ثَلَاثَة وَثَلَاثِينَ يَوْمًا وَهُوَ سَائِر وَلما قرب من قونية جمع قطب الدّين ولد قليج أرسلان العساكر وقصده وَضرب مَعَه مصافا عَظِيما فظفر بِهِ ملك الألمان وكسره كسرة عَظِيمَة وَسَار حَتَّى أشرف على قونية فَخرج إِلَيْهِ جموع عَظِيمَة من الْمُسلمين فردهم مكسورين وهجم قونية بِالسَّيْفِ وَقتل مِنْهَا عَالما عَظِيما من الْمُسلمين وَالْفرس وَأقَام بهَا خَمْسَة أَيَّام فَطلب قليج أرسلان مِنْهُ الْأمان فَأَمنهُ الْملك وَاسْتقر بَينهم قَاعِدَة أكيدة وَأخذ مِنْهُ الْملك رهائن عشْرين من أكَابِر دولته وَأَشَارَ على الْملك أَن يَجْعَل طَرِيقه على طرسوس والمصيصة فَفعل

وَقبل وُصُوله إِلَى هَذِه الْبِلَاد نفذ كِتَابه وَرَسُوله يشْرَح حَاله

<<  <  ج: ص:  >  >>