(وَكم معقل قد رامه بسيوفه ... وشامخ حصن لم تفته غنائمه)
(ودانت وُلَاة الأَرْض فِيهَا لأَمره ... وَقد أمنتهم كتبه وخواتمه)
(وَأمن من فِي كل قطر بهيبة ... يراع بهَا أعرابه وأعاجمه)
(وظالم قوم حِين يذكر عدله ... فقد زَالَ عَنْهُم ظلمه وخصائمه)
(وَأصْبح سُلْطَان الْبِلَاد بِسَيْفِهِ ... وَلَيْسَ لَهُ فِيهَا نَظِير يزاحمه)
(وَزَاد على الْأَمْلَاك بَأْسا وسطوة ... وَلم يبْق فِي الْأَمْلَاك ملك يقاومه)
(فَلَمَّا تناهي ملكه وجلاله ... وراعت وُلَاة الأَرْض مِنْهُ لوائمه)
(أَتَاهُ قَضَاء لَا ترد سهامه ... فَلم تنجه أَمْوَاله ومغانمه)
(وأدركه للحين فِيهَا حمامه ... وحامت عَلَيْهِ بالمنون حوائمه)
(وأضحى على ظهر الْفراش مُجدلا ... صَرِيعًا تولى ذبحه فِيهِ خادمه)
(وَقد كَانَ فِي الْجَيْش اللهام مبيته ... وَمن حوله أبطاله وصوارمه)
(
(وَسمر العوالي حوله بأكفهم ... تذود الردى عَنهُ وَقد نَام نائمه)
(وَمن دون هَذَا عصبَة قد ترتَّبَت ... بأسهمها يُرْدى من الطير حائمه)
(وَكم رام فِي الْأَيَّام رَاحَة سره ... وهمته تعلو وتقوى شكائمه)
(وَكم مَسْلَك للسَّفر أَمن سبله ... ومسرح حَيّ أَن تراع سوائمه)
(وَكم ثغر إِسْلَام حماه بِسَيْفِهِ ... من الرّوم لما أَدْرَكته مراحمه)
(فَمن ذَا الَّذِي يَأْتِي بهيبة مثله ... وتنفذ فِي أقْصَى الْبِلَاد مراسمه)
(فَلَو رقيت فِي كل مصر بِذكرِهِ ... أراقمه ذلت هُنَاكَ أراقمه)
(فَمن ذَا الَّذِي ينجو من الدَّهْر سالما ... إِذا مَا أَتَاهُ الْأَمر وَالله حاتمه)