يَكُونُوا فِي نصرته على الْمَوْت مقدمين وَلَوْلَا التقيد بِهَذَا الْعَدو الرابض لأطلقت أَعِنَّة النهضة إِلَى الْعَدو الناهض وَلَا بُد من لِقَائِه قبل تلفق الجمعين وإراءة الملاعين وُجُوه حتفهم ملْء الْعين
وَمن كتاب فاضلي إِلَى بَغْدَاد وَمن خبر الفرنج أَنهم الْآن على عكا يمدهُمْ الْبَحْر بمراكب أَكثر عدَّة من أمواجه وَيخرج للْمُسلمين أَمر من أَجَابَهُ وَقد تعاضدت مُلُوك الْكفْر على أَن ينهضوا إِلَيْهِم من كل فرقة طَائِفَة ويرسلوا إِلَيْهِم من كل سلَاح شَوْكَة فَإِذا قتل الْمُسلمُونَ وَاحِدًا فِي الْبر بعث ألفا عوضه الْبَحْر فالزرع أَكثر من الْحَصاد وَالثَّمَرَة أنمى من الجداد وَهَذَا الْعَدو الْمُقَابل قَاتله الله قد زر عَلَيْهِ من الْخَنَادِق دروعا متينة واستجن من الجنويات بحصون حَصِينَة فَصَارَ مصحرا ومتمنعا حاسرا ومتدرعا مواصلا ومنقطعا وعددهم الجم قد كاثر الْقَتْل ورقابهم الغلب قد قطعت النصل لشدَّة مَا قطعهَا النصل
وأصحابنا قد أثرت فيهم الْمدَّة الطَّوِيلَة والكلف الثَّقِيلَة فِي استطاعتهم لَا فِي طاعتهم وَفِي أَحْوَالهم لَا فِي شجاعتهم وكل من
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute