للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرَّهْط ثمَّ عمل الفرنج برجا عَالِيا فِي أكبر مركب وحشوه بالحطب وَعمِلُوا على رَأس صاريه مَكَانا يقْعد فِيهِ الزراق وقدموه إِلَى برج الذبان وسلطوا على جوانبه النيرَان فأهب الله من مهب لطفه نكباء نكتب النَّار عَن البرج المحروس وكبت الفرنج على الْوُجُوه والرؤوس

قَالَ القَاضِي وَفِي ثَالِث رَمَضَان زحف الْعَدو على الْبَلَد فِي خلق لَا تحصى فأهملهم أهل الْبَلَد حَتَّى نشبت مخاليب أطماعهم فِيهِ وسحبوا آلاتهم الْمَذْكُورَة حَتَّى قاربوا أَن يلصقوها بالسور

وَتحصل مِنْهُم فِي الخَنْدَق جمَاعَة عَظِيمَة فأطلقوا عَلَيْهِم الجروخ والمجانيق والسهام والنيران وصاحوا صَيْحَة الرجل الْوَاحِد وفتحوا الْأَبْوَاب وهجموا على الْعَدو من كل جَانب وكبسوهم فِي الْخَنَادِق فَهَرَبُوا وَوضع السَّيْف فِيمَن بَقِي فِي الخَنْدَق مِنْهُم ثمَّ هجموا على كبشهم فَألْقوا فِيهِ النَّار والنفط وتمكنوا من حريقه لهرب الْمُقَاتلَة عَنهُ فَأحرق حريقا شنيعا وَظَهَرت لَهُ لهبة نَحْو السَّمَاء وَارْتَفَعت الْأَصْوَات بِالتَّكْبِيرِ والتهليل وَالشُّكْر وسرت نَار الْكَبْش بقوتها إِلَى السفود فَاحْتَرَقَ وعلق الْمُسلمُونَ فِي الْكَبْش الكلاليب الْحَدِيد المصنوعة فِي الأسل فسحبوه وَهُوَ يشتعل حَتَّى حصلوه عِنْدهم فِي الْبَلَد وَكَانَ مركبا

<<  <  ج: ص:  >  >>