من آلَات هائلة عَظِيمَة وَأُلْقِي المَاء عَلَيْهِ حَتَّى برد حديده بعد أَيَّام
وبلغنا من الْبَلَد أَنه وزن مَا كَانَ عَلَيْهِ من الْحَدِيد فَكَانَ مئة قِنْطَار بالشامي وَالْقِنْطَار مئة رَطْل وَلَقَد أنفذوا رَأسه إِلَى السُّلْطَان وَمثل بَين يَدَيْهِ وشاهدته وقلبته وشكله على مِثَال السفود الَّذِي يكون بِحجر الْمدَار قيل إِنَّه يَنْطَح بِهِ السُّور فيهدم مَا يلاقيه وَكَانَ ذَلِك من أحسن أَيَّام الْإِسْلَام وَوَقع على الْعَدو خذلان عَظِيم وَرفعُوا مَا سلم من آلاتهم وسكنت حركاتهم الَّتِي ضيعوا فِيهَا نفقاتهم
وَقَالَ الْعِمَاد واستأنف الفرنج عمل دبابة هائلة وَآلَة للغوائل غائلة فِي رَأسهَا شكل عَظِيم يُقَال لَهُ الْكَبْش وَله قرنان فِي طول رُمْحَيْنِ كالعمودين الغليظين وَهَذِه الدبابة فِي هَيْئَة الخربشت الْكَبِير وَقد سقفوها مَعَ كبشها بأعمدة الْحَدِيد ولبسوا رَأس الْكَبْش بعد الْحَدِيد بِالنُّحَاسِ فَلم يبْق للنار إِلَيْهَا سَبِيل وَلَا للعطب عَلَيْهَا دَلِيل وملؤوها بالكماة وَالرُّمَاة وسحبوها وقربوها فَجَاءَت صُورَة مزعجة وبلي الْبَلَد مِنْهَا بالبلاء وَقَالُوا مَا فِي دَفعهَا حِيلَة
ونصبوا على صوبها مجانيق ورموا بِالْحِجَارَةِ الثَّقِيلَة ذَلِك النيق فأبعدت رجالها من حواليها ثمَّ رَمَوْهَا بحزم الْحَطب حَتَّى طموا مَا بَين القرنين وقذفوها بالنَّار فَبَاتُوا يطفئونها بالخل
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute