للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

العساكر فِيهَا مَجْمُوعَة وارتاد سَاعَات لم تكن الأهب فِيهَا مَأْخُوذَة وأقدم على غرَّة استيقظت فِيهَا نصْرَة الله لنا وخذلانه لَهُم فَقتل الله الْعَدو الْقَتْل الذريع وأوقع بِهِ الفتك الشنيع وأجلت إِحْدَى الحركتين عَن عشْرين ألف قَتِيل من الْكفَّار خرجت أَنْفسهَا إِلَى مصارعها وهمدت أجسامها فِي مضاجعها

والعدو وَإِن حصر الثغر فَإِنَّهُ مَحْصُور وَلَو أبرز صفحته لَكَانَ بِإِذن الله هُوَ المثبور المكسور

وتذكر مَا دخل الثغر من أساطيلنا ثَلَاث مَرَّات واختراقها مراكبهم وَهِي الْأَكْثَر ودخولها بالميرة بِحكم السَّيْف الأطهر وَأَن أَمر الْعَدو مَعَ ذَلِك قد تطاول وخطبه قد تَمَادى ونجدته تتواصل وَمِنْهَا ملك الألمان فِي جموع جماهيرها مجمهرة وأموال قناطيرها مقنطرة وَأَن عساكرنا لَو أَدْرَكته لما استدرك وَلَوْلَا سبقه لَهَا بِالدُّخُولِ إِلَى أنطاكية لتلف وَهلك

وتذكر أَن الله قَصم طاغية الألمان وَأَخذه أَخْذَة فرعونية بالاغراق فِي نهر الدُّنْيَا الَّذِي هُوَ طَرِيقه إِلَى الاحراق فِي نَار الْآخِرَة

وَأَن هَذَا الْعَدو لَو أرسل الله عَلَيْهِ أسطولا قَوِيا مستعدا يقطع بحره وَيمْنَع ملكه لأخذنا الْعَدو بِالْجُوعِ والحصر أَو برز فأخذناه بيد الله تَعَالَى الَّتِي بهَا النَّصْر فان كَانَت الأساطيل بالجانب المغربي ميسرَة وَالْعدة مِنْهَا متوفرة وَالرِّجَال فِي اللِّقَاء فارهة وللمسير غيركارهة فالبدار البدار وَأَنت أَيهَا الْأَمِير فِيهَا أول من استخار الله وَسَار

<<  <  ج: ص:  >  >>