وَمَا أزلنا من الْبدع بهَا وعطلنا من الالحاد فِيهَا ووضعنا من الْمَظَالِم عَنْهَا وَإِقَامَة الْجُمُعَة وَعقد الْجَمَاعَة فِيهَا وغزواتنا الَّتِي تواصلت إِلَى بِلَاد الْكفْر من مصر فَكَانَت مُقَدّمَة لملك الشَّام الإسلامي باجتماع الْكَلِمَة علينا ومقدمة لملك الشَّام الفرنجي بانقياد الْمُسلمين لنا وإصفاق الْمُلُوك المجاورين على طاعتنا
وتفصل مَا جرى لنا مَعَ الفرنج من الْغَزَوَات الْمُتَقَدّمَة الَّتِي جسنا فِيهَا خلال دِيَارهمْ وَجعلهَا الله تَعَالَى مُقَدمَات لما سبق فِي علمه من أَسبَاب دمارهم وَمَا أعقبها من كسرتنا لَهُم الكسرة الْكُبْرَى وَفتح الْبَيْت الْمُقَدّس وَتلك على الْإِسْلَام منَّة الله الْعُظْمَى إِلَى غير ذَلِك من أَخذ الثغور وافتتاح الْبِلَاد واثخان الْقَتْل فيهم والأسر لَهُم واستنجاد بَقِيَّتهمْ لفرنج الْمغرب وَخُرُوج نجداتهم وَكَثْرَتهَا وقوتها ومنعتها وَغِنَاهَا وثروتها ومسارعتها ومبادرتها وَأَنه لَا يمْضِي يَوْم إِلَّا عَن قُوَّة تتجدد وميرة تصل وأموال وَاسِعَة تخرج ومعونات كَثِيرَة تحمل
وَأَن ثغرنا حصره الْعَدو وحصرنا نَحن الْعَدو فَمَا تمكن من قتال الثغر وَلَا تمكن من قتالنا وَخَنْدَق على نَفسه عدَّة خنادق فَمَا تمَكنا من قِتَاله وَقدم إِلَى الثغر أبرجة أحرقها أَهله وَخرج مرَّتَيْنِ إِلَى عسكرنا فَكسر الْعَدو الْكثير أَقَله فانه اغتنم أوقاتا لم تكن
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute