للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واقر زين الدّين على مَا كَانَ عَلَيْهِ من ولَايَة الْموصل وَجعل وزيره الْجمال وَأَرْسلُوا إِلَى السُّلْطَان مَسْعُود فاستحلفوه لسيف الدّين فَحلف لَهُ وَأقرهُ على الْبِلَاد وَأرْسل لَهُ الْخلْع

وَكَانَ هَذَا سيف الدّين قد لَازم خدمَة السُّلْطَان مَسْعُود فِي أَيَّام أَبِيه سفرا وحضرا وَكَانَ السُّلْطَان يُحِبهُ كثيرا ويأنس بِهِ ويبسطه

فَلَمَّا خُوطِبَ فِي الْيَمين وَتَقْرِير الْبِلَاد لم يتَوَقَّف

قَالَ ابْن الْأَثِير فانظروا إِلَى فعل جمال الدّين وَحسن عَهده وَكَمَال مروءته ورعايته لحقوق مخدومه وَهَذَا الْمقَام الَّذِي ثَبت فِيهِ يعجز عَنهُ عشرَة آلَاف فَارس وَلَقَد قلل من قَالَ من النَّاس ألف مِنْهُم كواحد

وَهُوَ مَعْذُور لِأَنَّهُ لم ير مثل جمال الدّين

قَالَ وَلما اسْتَقر سيف الدّين فِي الْملك أطاعه جَمِيع الْبِلَاد مَا عدا مَا كَانَ بديار بكر كالمعدن وحيزان وإسعرد وَغير ذَلِك فَإِن المجاورين لَهَا تغلبُوا عَلَيْهَا

قَالَ وَلما فرغ سيف الدّين من إصْلَاح أَمر السلطنة وتحليفه وَتَقْرِير أَمر الْبِلَاد عبر إِلَى الشَّام لينْظر فِي تِلْكَ النواحي ويقرر الْقَاعِدَة بَينه وَبَين أَخِيه نور الدّين وَهُوَ بحلب وَقد تَأَخّر عَن الْحُضُور عِنْد أَخِيه وخافه فَلم يزل يراسله ويستميله فَكلما طلب نور الدّين شَيْئا أَجَابَهُ إِلَيْهِ استمالة لِقَلْبِهِ

واستقرت الْحَال بَينهمَا على أَن يجتمعا خَارج الْعَسْكَر السيفي وَمَعَ كل

<<  <  ج: ص:  >  >>