وَعَاد جَيْشه الملعون على رسم قديم إِلَى الشَّام فَكَانَ الْعود لأمة أَحْمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَحْمد قويت فِيهِ نُفُوسهم وجمحت بِهِ رؤوسهم وظنوا أَنه يزعجنا من مجثمنا ويخرجنا من مخيمنا فَبَعَثنَا إِلَيْهِ من يلقاه بعساكرنا الشمالية فسلك ذَات الشمَال متوعرا فِيهَا محتجزا عَن لقائها مظْهرا أَنه صريع دَاء وَمَا بِهِ غير دائها
وَكَانَ أَبوهُ الطاغية ملك الألمان شيبَة اللَّعْن اللعين قَائِد جَيْشه إِلَى سجن سِجِّين قد هلك فِي طَرِيقه غرقا وخاض المَاء فخاضه المَاء شرقا وَبَقِي لَهُ ولد هُوَ الْآن الْمُقدم الْمُؤخر وقائد الْجمع المكسر وَرُبمَا وصلهم إِلَى عكا فِي الْبَحْر تهيبا أَن يسْلك الْبر وَلَو سبق أَصْحَابنَا إِلَى عَسَاكِر الألمان قبل دُخُولهَا إِلَى أنطاكية لأخذوه أخذا سَرِيعا وَسبق مَاء بَحر سيوفهم إِلَى أَن يكون الطاغية فِيهِ لَا فِي النَّهر صَرِيعًا وَلَكِن لله الْمَشِيئَة فِي الْبَريَّة والطاغية إِنَّمَا يمشي إِلَى البلية فانه لَوْلَا احتجاز مقيمهم بالخنادق واجتياز واصلهم بالمضائق لَكَانَ لنا وَلَهُم شان وَكَانَ ليومنا فِي النُّصْرَة الْكُبْرَى بحول الله ثَان لَا يثنيه من الْعَدو ثَان
وَلما كَانَت حَضْرَة سُلْطَان الْإِسْلَام وقائد الْمُجَاهدين إِلَى دَار السَّلَام أولى من توجه إِلَيْهِ الْإِسْلَام بشكواه وبثه واستعان بِهِ على حماية نَسْله وحرثه وَكَانَت مساعيه ومساعي سلفه فِي الْجِهَاد الغر المحجلة المؤمرة المؤملة الكاسفة لكل معضلة الكاشفة لكل مشكلة الْأَخْبَار بذلك سائرة والْآثَار ظَاهِرَة والصحف عَنهُ باسمه وَالسير بِهِ معلمة وعالمة وكل بجهاده قد سكن إِلَّا السيوف فِي أغمادها
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute