من الله تَعَالَى قطّ نصْرَة فَهَل استمرت بِهِ قطّ عسرة فَهَل تمت لعدو قطّ عَلَيْهِ كرة هَل بَات قطّ إِلَّا راجيا هَل أصبح إِلَّا رَاضِيا
أَلا يعلم أَن الله تَعَالَى ذخر لَهُ من الصَّالِحَات مَا لم ير كفوءا لَهُ غَيره أَلا يحصي من سبقه من الْمُلُوك إِلَى الدُّنْيَا فعجزوا عَمَّا سبق إِلَيْهِ الْمولى من الْآخِرَة هَل يعرف راية يُقَاتل تحتهَا فِي سيبل الله إِلَّا رايته
هَل يعرف مَالا ينْفق فِي سَبِيل الله إِلَّا مَاله هَل يسمع فِي مَجْلِسه إِلَّا كتاب الله يُتْلَى وَسنة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تقْرَأ أَو يرى بِهِ إِلَّا الْخَيل تعرض وَالسِّلَاح يقلب لَا أقداح الشاربين وَلَا أصوات المغنين وَلَا رقائع الْكَذَّابين وَلَا سعايات النمامين
وبحق إِذا خطّ مَوْلَانَا أبقاه الله على تَشْبِيه الْمَمْلُوك مجْلِس ابْن عبد الْمُؤمن بِالْمَسْجِدِ فَإِن مَجْلِسه أولى بِأَن يكون مَسْجِدا من كل مجْلِس وَلَا غرو أَن تعترف المدائح كَمَا تعترف الضوال وَأَن تتبع كَمَا تتبع الطرائد {ولينصرن الله من ينصره}
لَعَلَّ الْمولى عز نَصره قد نفذ إِلَى جَانب الشمَال جمَاعَة فَإِن صَاحب أنطاكية خذله الله عاث وشعث وخلا الجبان بِأَرْض فَطلب الطعْن وَحده