لَو قرن أهل عكا وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ بِمَشِيئَة الله مَا هم فِيهِ من جِهَاد بنية احتساب لما سبقهمْ إِلَى الْجنَّة سَابق وَلَا لحقهم بعدهمْ لَاحق فليهن مَوْلَانَا توفر ثَوَابه على كل حَال فَلهُ ثَوَاب نَفسه وثواب من جَاهد بِسَبَبِهِ
فَلَا أعدم الله الْخلق وَاحِدًا استقام بِهِ جَمِيعهم ومالكا قَامَ برعاياهم فَأقْعدَ مَا يروعهم وشفيقا يقيهم بِنَفسِهِ وبولده وبإخوته ويتقدم إِلَى الْأَهْوَال أَمَام مماليكه وأمرائه وَعَسْكَره وَحَمَلته كَأَنَّهُ مِنْهُم مَكَان بِسم الله من الْكتاب وَمَكَان الامام من الْمِحْرَاب وَمَكَان النواصي من وُجُوه الصواهل وَمَكَان الأسنة من وُجُوه الذوابل خير مَا كَانَ إِذا لم تظن نفس بِنَفس خيرا وأغير مَا كَانَ على محارم الله إِذا كَانَت أنفس الْمُلُوك غير غيرى
وَقد اطمأنت الْقُلُوب إِلَى أَن الله سُبْحَانَهُ قد كشف الْغُمَّة وأفرجها وأطفأ نَار الْحَرْب الَّتِي كَانَ الْعَدو أججها فَمَا يتَوَقَّع من كتب مَوْلَانَا أبقاه الله إِلَّا أَن الْإِسْلَام قد رَضِي بِمَا يسْخط الْكفْر وَلَا يسمع من قصصه الَّذِي هُوَ أحسن الْقَصَص إِلَّا أَن يَقُول مَا قَالَه سميه على نَبينَا وَعَلِيهِ السَّلَام {قضي الْأَمر}