وَرِجَال الْحلقَة المنصورة واقفون فِي الْقلب وَضرب للسُّلْطَان خيمة لَطِيفَة بِقرب الخروبة على تل مشرف
وَفِي مرج عكا عين غزيرة المَاء يجْرِي مِنْهُ نهر كَبِير إِلَى الْبَحْر فَسَار الفرنج ذَلِك الْيَوْم شَرْقي النَّهر حَتَّى وصلوا إِلَى رَأس المَاء وشاهدوا مَوَاقِف الهائجين إِلَى الهيجاء فانحرفوا إِلَى غربي النَّهر ونزلوا واعتزوا بالاحتراز واعتزلوا فأنهض السُّلْطَان إِلَيْهِم الجالشية وانتظر من الله فِي كسرهم المشية فاستداروا بمركزهم وأثخنوا باللتوت رضَا وبالدبابيس فضا وبالنصال قرضا وبالأسنة وخزا وخضا وقضوا فيهم من حق الْجِهَاد سنة وفرضا
وَكَانَ المُرَاد أَن يحتموا فيثوروا حَتَّى يلقاهم ويبوروا فَمَا راموا مكانهم
وَأَصْبحُوا يَوْم الْأَرْبَعَاء راكبين وَعَن سَبِيل اللِّقَاء ناكبين ووقفوا على صهوات الْخَيل إِلَى ضحوة النَّهَار والراجل محدق بهم كالاسوار وأصحابنا قد قربوا مِنْهُم حَتَّى كَادُوا يخالطونهم وَأَرَادُوا أَن يباسطونهم وَالسُّلْطَان يمد الرُّمَاة بالرماة والكماة بالكماة وهم ثابتون نابتون ساكنون ساكتون وَنحن نقُول لَعَلَّهُم يحملون ويغضبون فيجهلون فنتمكن من تَفْصِيل جُمْلَتهمْ بحملتهم وتفريق جَمَاعَتهمْ
وأحس الْعَدو بالضعف وَأَنه متورط فِي الحتف فألجئوا لعجزهم عَن الدفاع إِلَى الاندفاع وَسَارُوا عائدين على هَيْئَة الِاجْتِمَاع وَالنّهر عَن يمينهم وَالْبَحْر عَن يسارهم وَقد أيقنوا إِن صَحَّ مِنْهُم الثَّبَات بانكسارهم وأصحابنا حواليهم وَمن ورائهم
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute