والذخائر واخراج من كَانَ بهَا من الْأُمَرَاء لعظم شكايتهم من طول الْمقَام بهَا ومعاناة التَّعَب والسهر وملازمة الْقِتَال لَيْلًا وَنَهَارًا وَكَانَ مقدم الْبَدَل الدَّاخِل من الْأُمَرَاء سيف الدّين المشطوب دخل فِي سادس عشر الْمحرم سنة سبع وَفِي ذَلِك الْيَوْم خرج الْمُقدم الَّذِي كَانَ بهَا وَهُوَ الْأَمِير حسام الدّين أبوالهيجاء وَأَصْحَابه وَمن كَانَ بهَا من الْأُمَرَاء وَدخل مَعَ المشطوب خلق من الْأُمَرَاء وأعيان من الْخلق وَتقدم إِلَى كل من دخل أَن يصحب مَعَه ميرة سنة كَامِلَة
وانتقل الْعَادِل بعسكره إِلَى حيفا على شاطئ النَّهر وَهُوَ الْموضع الَّذِي تحمل مِنْهُ المراكب وَتدْخل إِلَى الْبَلَد وَإِذا خرجت تخرج إِلَيْهِ فَأَقَامَ ثمَّ يحث النَّاس على الدُّخُول ويحرس المير والذخائر لِئَلَّا يتَطَرَّق إِلَيْهَا من الْعَدو من يتعرضها
وَكَانَ مِمَّا دخل إِلَيْهَا سبع بطس مَمْلُوءَة ميرة وذخائر ونفقات كَانَت وصلت من مصر وَكَانَ دُخُولهَا يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَانِي ذِي الْحجَّة فانكسر مِنْهَا مركب على الصخر الَّذِي هُوَ قريب الميناء فَانْقَلَبَ كل من فِي الْبَلَد من الْمُقَاتلَة إِلَى جَانب الْبَحْر لتلقي البطس وَأخذ مَا فِيهَا
وَلما علم الْعَدو انقلاب الْمُقَاتلَة إِلَى جَانب الْبَحْر اجْتَمعُوا فِي خلق عَظِيم وزحفوا على الْبَلَد من جَانب الْبر زحفة عَظِيمَة