وقاربوا الأسوار وصعدوا فِي سلم وَاحِد فاندق بهم السّلم كَمَا شَاءَ الله تَعَالَى وأدركهم أهل الْبَلَد فَقتلُوا مِنْهُم خلقا عَظِيما وعادوا خائبين خاسرين
وَأما البطس فَإِن الْبَحْر هاج هيجانا عَظِيما وَضرب بَعْضهَا بِبَعْض على الصخر فَهَلَكت وَهلك جَمِيع مَا كَانَ فِيهَا وَهلك فِيهَا خلق عَظِيم قيل كَانَ عَددهمْ سِتِّينَ نَفرا وَكَانَ فِيهَا ميرة عَظِيمَة لَو سلمت لكفت الْبَلَد سنة كَامِلَة وَدخل على الْمُسلمين من ذَلِك وَهن عَظِيم وحرج السُّلْطَان لذَلِك حرجا شَدِيدا وَكَانَ ذَلِك أول علائم أَخذ الْبَلَد
وَقَالَ الْعِمَاد لما دخل الشتَاء وعصفت الْأَهْوَاء وهاج الْبَحْر وَوَقع فِي سفن الفرنج الْكسر أنفذوها إِلَى الجزائر للِاحْتِيَاط وخافوا عَلَيْهَا من اختباط الْبَحْر
وَقَالَ فِي الْفَتْح نقل الفرنج سفنهم خوفًا عَلَيْهَا إِلَى صور فربطوها بهَا فَخَلا وَجه الْبَحْر من مراكبهم وَحصل الْأَمْن فِيهِ من جانبهم
وَكَانَ أَصْحَابنَا فِي الْبَلَد قد ملوا فشكوا ضررهم وضجرهم وَكَانُوا زهاء عشْرين ألف رجل من أَمِير ومقدم وجندي وأسطولي وبحري ومتعيش وتاجر وبطال وغلمان ونواب
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute