للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْجِنْس وَكَانَ يعزه وَيُحِبهُ حبا عَظِيما فطار من يَده حَتَّى سقط على سور عكا فاصطاده أَصْحَابنَا وأنفذوه إِلَى السُّلْطَان وبذل الفرنج فِيهِ ألف دِينَار فَلم يجابوا

قَالَ القَاضِي ابْن شَدَّاد وَلَقَد رَأَيْته وَهُوَ يضْرب إِلَى الْبيَاض مشرق اللَّوْن مَا رَأَيْت بازيا أحسن مِنْهُ

قَالَ الْعِمَاد وَكَانَ مَعَ هَذَا الْملك بازي أَشهب كَأَنَّهُ عِنْد إرْسَاله نَار تتلهب ففارقه يَوْم وُصُوله بِحَيْثُ عجز عَن حُصُوله وَكَانَ فِي ظن الفرنج أَنه يقدم فِي جمع جم فَلَمَّا رَأَوْا جمعه قليلاسقط فِي أَيْديهم فَوَعَدَهُمْ بالمدد خَلفه

قَالَ القَاضِي وَقدم بعده كند فرير وَكَانَ مقدما عَظِيما عِنْدهم مَذْكُورا كَانَ حاصر حماة وحارم عَام الرملة

وَفِي ثَانِي عشر ربيع الآخر وصل كتاب من اللاذقية أَن جمَاعَة من المستأمنين نزلُوا نَاحيَة من جَزِيرَة قبرس فِي عيد لَهُم وَقد اجْتمع جمع كثير فِي بيعَة قريبَة من الْبَحْر وَأَنَّهُمْ صلوا مَعَهم صَلَاة الْعِيد فَلَمَّا فرغوا من الصَّلَاة ضربوا على كل مَا كَانَ فِي الْبيعَة من الرِّجَال وَالنِّسَاء عَن آخِرهم حَتَّى القسيس وحملوهم إِلَى مراكبهم وَسَارُوا بهم إِلَى اللاذقية وَكَانَ فيهم سبع وَعِشْرُونَ امْرَأَة وَكَانُوا أغلقوا بَاب الْكَنِيسَة عَلَيْهِم ليأمنوا إفلاتهم وَأسرُوهُمْ بأسرهم

<<  <  ج: ص:  >  >>