جمَاعَة الْأُمَرَاء من قل بِاللَّه وثوقه وأعمى قلبه فجوره وفسوقه وَلَقَد خانوا الْمُسلمين فِي ثغرهم وباؤوا بوبال غدرهم وَمَا قوى طمع الْعَدو فِي الْبَلَد إِلَّا هَرَبهمْ وَمَا أرهب قُلُوب البَاقِينَ من مقاتلته إِلَّا رهبهم والمقيمون من أَصْحَابنَا الْكِرَام قد استحلوا مر الْحمام وَأَجْمعُوا أَنهم لَا يسلمُونَ حَتَّى يقتلُوا من الْأَعْدَاء أَضْعَاف أعدادهم وَأَنَّهُمْ يبذلون فِي صون ثغرهم غَايَة اجتهادهم
وَكَانُوا تحدثُوا مَعَ الفرنجي فِي التَّسْلِيم فاشتطوا واشترطوا فصبروا بعد ذَلِك وَصَابِرُوا ومدوا أَيْديهم فِي الْقَوْم وبسطوا فَتَارَة يخرجونهم من الباشورة وَتارَة من النقوب وَالله تَعَالَى يسهل تَنْفِيس مَا هم فِيهِ من الكروب
قَالَ القَاضِي وَفِي سحرة تِلْكَ اللَّيْلَة ركب السُّلْطَان مشعرا أَنه يُرِيد كبس الْقَوْم وَمَعَهُ الْمساحِي وآلات طم الْخَنَادِق فَمَا ساعده الْعَسْكَر على ذَلِك وتخاذلوا وَقَالُوا نخاطر بِالْإِسْلَامِ كُله
وَفِي ذَلِك الْيَوْم خرج من عِنْد الإنكلتير رسل ثَلَاثَة طلبُوا فَاكِهَة وثلجا وَذكروا أَن مقدم الاسبتارية يخرج فِي الْغَد يَعْنِي يَوْم الْجُمُعَة يتحدث وَيَتَحَدَّثُونَ مَعَه فِي معنى الصُّلْح فأكرمهم السُّلْطَان ودخلوا سوق الْعَسْكَر وتفرجوا فِيهِ وعادوا تِلْكَ اللَّيْلَة إِلَى عَسْكَرهمْ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute