وَفِي ذَلِك الْيَوْم تقدم إِلَى قايماز النجمي حَتَّى يدْخل هُوَ وَأَصْحَابه إِلَى أسوارهم عَلَيْهِم وترجل جمَاعَة من أُمَرَاء الأكراد كالجناح وَأَصْحَابه وَهُوَ أَخُو المشطوب ولفيفهم وزحفوا حَتَّى بلغُوا أسوار الفرنج وَنصب قايماز علمه بِنَفسِهِ على سورهم وَقَاتل عَن الْعلم قِطْعَة من النَّهَار
وَفِي ذَلِك الْيَوْم وصل عز الدّين جرديك النوري وسوق الزَّحْف قَائِمَة فترجل هُوَ وجماعته وَقَاتل قتالا شَدِيدا واجتهد النَّاس فِي ذَلِك الْيَوْم اجْتِهَادًا عَظِيما
قَالَ الْعِمَاد وَبَات الْعَسْكَر تِلْكَ اللَّيْلَة على الْخَيل تَحت الْحَدِيد منتظرا لنجح الأمل الْبعيد وَلما عرف السُّلْطَان أَنه لَا سَلامَة وَأَن عكا عدمت الاسْتقَامَة نفذ إِلَى جمَاعَة عكا سرا وَقَالَ لَهُم خُذُوا من الْعَدو حذرا وَاتَّفَقُوا واخرجوا لَيْلًا من الْبَلَد يدا وَاحِدَة وسيروا على جَانب الْبَحْر وصادموا الْعَدو بالقهر وخلوا الْبَلَد بِمَا فِيهِ واتركوه بِمَا يحويه
فشرعوا فِي ذَلِك واشتغل كل مِنْهُم باستصحاب مَا يملكهُ وَلم يعلم أَن التهاءه بِهِ يهلكه فَمَا تمكنوا من المُرَاد حَتَّى أَسْفر الصَّباح وَلم يَصح ذَلِك فِي اللَّيْلَة الثَّانِيَة لمصير السِّرّ إِلَى الْعَلَانِيَة
قَالَ وَلَو صَحَّ ذَلِك لنجح الْمَقْصد لَكِن الفرنج اطلعوا على هَذَا السِّرّ فحرسوا الجوانب والأبواب وَكَانَ سَبَب علمهمْ اثْنَيْنِ من
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute