وَغشيَ النَّاس بهتة عَظِيمَة وحيرة شَدِيدَة وَوَقع فِي الْعَسْكَر الصياح والعويل والبكاء والنحيب وَكَانَ لكل قلب حَظّ فِي ذَلِك على قدر إيمَانه وَلكُل إِنْسَان نصيب من هَذَا الْحَظ على مِقْدَار ديانته ونخوته وأقشعت الْحَال على أَن المركيس - لَعنه الله - دخل الْبَلَد وَمَعَهُ أَرْبَعَة أَعْلَام للملوك فنصب علما على القلعة وعلما على مئذنة الْجَامِع فِي يَوْم الْجُمُعَة وعلما على برج الداوية وعلما على برج الْقِتَال عوضا عَن علم الْإِسْلَام وحيز الْمُسلمُونَ إِلَى بعض أَطْرَاف الْبَلَد وَجرى على أهل الْإِسْلَام المشاهدين لتِلْك الْحَال مَا كثر التَّعَجُّب من الْحَيَاة مَعَه
قَالَ ومثلت بِخِدْمَة السُّلْطَان - رَحمَه الله - عَشِيَّة ذَلِك الْيَوْم وهوأشد حَالَة من الوالدة الثكلى والوالهة الحيرى فسليته بِمَا تيَسّر من التسلية وأذكرته الْفِكر فِيمَا قد استقبله من الْأَمر فِي معنى الْبِلَاد الساحلية والقدس الشريف وَكَيْفِيَّة الْحَال فِي ذَلِك وإعمال الْفِكر فِي خلاص الْمُسلمين فِي الْبَلَد وانفصل الْحَال