على أَن رأى التَّأَخُّر عَن تِلْكَ الْمنزلَة مصلحَة فَإِنَّهُ لم يبْق غَرَض فِي المضايقة
فَتقدم بِنَقْل الأثقال لَيْلًا إِلَى الْمنزلَة الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا أَولا بشفرعم وَأقَام هُوَ جَرِيدَة مَكَانَهُ لينْظر مَاذَا يكون من أَمر الْعَدو وَحَال أهل الْبَلَد فانتقل النَّاس فِي تِلْكَ اللَّيْلَة إِلَى الصَّباح واشتغل الْعَدو بِالِاسْتِيلَاءِ على الْبَلَد وَأقَام السُّلْطَان إِلَى التَّاسِع عشر ثمَّ انْتقل إِلَى الثّقل وَوصل ثَلَاثَة نفر وَمَعَهُمْ أقوش حَاجِب بهاء الدّين قراقوش وَكَانَ لِسَانه فَإِنَّهُ كَانَ رجلا عَاقِلا - مستنجزين مَا وَقع عَلَيْهِ عقد الصُّلْح من المَال والأسرى فأقاموا لَيْلَة مكرمين وَسَارُوا إِلَى دمشق يبصرون الْأُسَارَى
قَالَ الْعِمَاد وَخرج سيف الدّين مشطوب وحسين بن باريك وأخذا أَمَان الفرنج يَعْنِي على القطيعة الْمُقدم ذكرهَا
قَالَ وَلم نشعر إِلَّا بالرايات الفرنجية على عكا مركوزة واعطاف أعلامها مهزوزة وَعم الْبلَاء وَتمّ الْقَضَاء وَعز العزاء وَقَنطَ الرَّجَاء وحضرنا عِنْد السُّلْطَان وَهُوَ مُغْتَم وبالتدبير للمستقبل مهتم فعزيناه وسليناه وَقُلْنَا هَذِه بَلْدَة مِمَّا فَتحه الله قد استعادها عداهُ وَقلت لَهُ إِن ذهبت مَدِينَة فَمَا ذهب الدّين وَلَا ضعف فِي نصر الله الْيَقِين
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute