للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ ودخلوا عكا وتسلموها وَلم يقفوا على الشَّرَائِط الَّتِي أحكموها فَإِنَّهُم منعُوا أَصْحَابنَا من الْخُرُوج واحتاطوا عَلَيْهِم وعَلى أَمْوَالهم وبدؤوا بحبسهم واعتقالهم ثمَّ طلبُوا المَال فَجَمعه السُّلْطَان وكمله وأودعه خزانته بَعْدَمَا حصله وأحضر صليبهم الْمَطْلُوب المسلوب وَأتم شرطهم المخطوب فظهرت أَمَارَات غدرهم وبدت دَلَائِل مَكْرهمْ

وَفِي كتاب كتبه الْفَاضِل عَن السُّلْطَان إِلَى شمس الدولة بن منقذ وَهُوَ بالمغرب فِي الرسَالَة لقد تجاوزت عدَّة من قتل على عكا - يَعْنِي من الفرنج - الْخمسين ألفا قولا لَا يُطلقهُ التسمح بل يحزره التصفح فانبروا فِي هَذِه السّنة ملكا إفرنسيس وإنكلتير وملوك آخَرُونَ فِي مراكب بحريّة وحمالة حملُوا فِيهَا الْخُيُول والخيالة والمقاتلة والآلة ووصلت كل سفينة تحمل كل مَدِينَة وَأَحْدَقَتْ بالثغر فمنعت النَّاقِل بِالسِّلَاحِ إِلَيْهِ والداخل بالميرة عَلَيْهِ

ثمَّ قَالَ وَأخذ الْبَلَد على سلم كالحرب ودخله الْعَدو وَلَو لم يدْخلهُ من الْبَاب دخل من النقب وَمَا وَهنا لما أَصَابَنَا فِي سَبِيل الله وَمَا ضعفنا وَلَا رَجعْنَا وَرَاءَنَا وَلَا انصرفنا بل نَحن بمكاننا نَنْتَظِر أَن يبرزوا فنبارزهم ويخرجوا فنناجزهم وينتشروا فنطويهم وينبثوا فنزويهم وأقمنا على طرقهم وخيمنا على

<<  <  ج: ص:  >  >>