وتل العياضية ثمَّ أحضروا من الْأُسَارَى الْمُسلمين من كتب الله شَهَادَته وَكَانُوا زهاء ثَلَاثَة آلَاف مُسلم فِي الحبال ووقفوهم وحملوا عَلَيْهِم حَملَة الرجل الْوَاحِد فَقَتَلُوهُمْ صبرا طَعنا وَضَربا بِالسَّيْفِ - رَحْمَة الله عَلَيْهِم - واليزك الإسلامي يشاهدهم وَلَا يعلم مَاذَا يصنعون لبعده عَنْهُم
وَكَانَ اليزك قد أنفذ إِلَى السُّلْطَان وأعلمه بركوب الْقَوْم ووقوفهم فأنفذ إِلَى اليزك من قواه وَبعد أَن فرغوا مِنْهُم حمل الْمُسلمُونَ عَلَيْهِم وَجَرت بَينهم حَرْب عَظِيمَة جرى فِيهَا قتل وجرح من الْجَانِبَيْنِ ودام الْقِتَال إِلَى أَن فصل اللَّيْل بَين الطَّائِفَتَيْنِ وَأصْبح الْمُسلمُونَ يكشفون الْحَال فوجدوا الْمُسلمين الشُّهَدَاء فِي مصَارِعهمْ وَعرفُوا من عرفُوا مِنْهُم وَغشيَ الْمُسلمين بذلك حزن عَظِيم وَلم يبقوا من الْمُسلمين إِلَّا رجلا مَعْرُوفا مقدما أَو قَوِيا أيدا للْعَمَل فِي عمائرهم
قَالَ الْعِمَاد وَطلب السُّلْطَان مِنْهُم أَن يضمنهم الداوية فِي قبض المَال فَقَالَ الداوية مَا ندخل فِي الضَّمَان فاقنعوا مِنْهُم بالْقَوْل والأمان فَظهر من فحوى كَلَامهم الْخلف
ثمَّ ذكر قتل الْأُسَارَى قَالَ فشاهدناهم مستشهدين وبالعراء عرايا مجردين وَلَا شكّ أَن الله كساهم من سندس النَّعيم ونقلهم إِلَى دَار المقامة فِي الْعِزّ الْمُقِيم وَتصرف السُّلْطَان حِينَئِذٍ فِي الْحَال
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute