فَقَالَ على مَاذَا يكون الصُّلْح قَالَ على أَن يسلم إِلَى أهل السَّاحِل مَا أَخذ مِنْهُم من الْبِلَاد فَأبى الْملك الْعَادِل وَأخْبرهُ أَن دون ذَلِك قتل كل فَارس وراجل فَرجع مغضبا
وَفِي يَوْم السبت رَابِع عشر شعْبَان كَانَت وقْعَة أرسوف تأهب الْمُسلمُونَ للقائهم فأزعجوهم وأبلوهم ببلائهم فَلَمَّا رأى الْعَدو مَا هُوَ فِيهِ من الضيقة احتموا وحملوا حَملَة وَاحِدَة فانكشف من كَانَ قدامهم واندفعوا وَثَبت ذَلِك الْيَوْم الْعَادِل وَأَصْحَابه وقايماز النجمي وعسكر الْموصل ثمَّ كرت العساكر إِلَيْهِم وَجَرت النوائب عَلَيْهِم فجرت بَين الفئتين مقتلة عَظِيمَة فلجؤوا إِلَى جدران أرسوف وَلَوْلَا ذَلِك لاستوعبت فيهم الحتوف فَنزل السُّلْطَان على نهر العوجاء ورحل الْعَدو إِلَى يافا فنزلوها والمسلمون على الْعَادة فِي عراضهم مُقِيمَة على تبديد جموعهم واعتراضهم
وَقتل يَوْم أرسوف لَهُم كند كَبِير تَحت حكمه من الفرنج عدد كثير وَكَانَ من عظم شَأْنه وفخامة مَكَانَهُ أَنه يَوْم صرع قَاتل دونه جمَاعَة من المقدمين فَمَا قتل حَتَّى قتلوا وَلَا بذل روحه حَتَّى بذلوا
قَالَ القَاضِي ابْن شَدَّاد رَأَيْتهمْ وَقد اجْتَمعُوا فِي وسط الرجالة وَأخذُوا رماحهم وصاحوا صَيْحَة الرجل الْوَاحِد وَفرج لَهُم رجالتهم وحملوا حَملَة وَاحِدَة من الجوانب كلهَا فَانْدفع النَّاس