للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يسيرَة وَبَات الْفَرِيقَانِ هُنَاكَ

قَالَ الْعِمَاد وَكَانَت نوبَة اليزك لعز الدّين إِبْرَاهِيم ابْن الْمُقدم فِي السَّاقَة وَكَانَت الفرنج قد أنست بِانْقِضَاء الْحَرْب فَخرج مِنْهَا جمَاعَة مسترسلين وتقدموا على اليزكية مشرفين فَبَصر بهم ابْن الْمُقدم فَعبر إِلَيْهِم من ورائهم هُوَ وَمن مَعَه النَّهر وهم لم يَأْخُذُوا من خَلفهم الحذر ففجأهم وفجعهم وَفرغ من شغلهمْ قبل أَن يدركهم الصَّرِيخ وسلبهم وغنمهم ثمَّ نَهَضَ الفرنج إِلَيْهِ وحملوا عَلَيْهِ وَجَرت وقْعَة شَدِيدَة لحزب الضلال مبيدة جلبت لنا غنيمَة وَعَلَيْهِم هزيمَة

وأحضر الْأُسَارَى عِنْد السُّلْطَان بحزام الذل والهوان فَأخْبرُوا أَنهم جرح مِنْهُم بالْأَمْس ألف وسرى فيهم وَهن وَضعف ثمَّ رَحل السُّلْطَان وَعبر شعراء أرسوف وَنزل على قَرْيَة تعرف بدير الراهب

وَطلب ملك الإنكلتير الِاجْتِمَاع بِالْملكِ الْعَادِل خلْوَة فاجتمعا فَأَشَارَ بِالصُّلْحِ وَكَانَ حَاصِل كَلَامه أَنه قد طَال بَيْننَا الْقِتَال وَنحن جِئْنَا فِي نصْرَة إفرنج السَّاحِل فَاصْطَلَحُوا أَنْتُم وهم وكل منا يرجع إِلَى مَكَانَهُ

<<  <  ج: ص:  >  >>