للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ الْعِمَاد ورحل السُّلْطَان وَنزل بِظَاهِر عسقلان بعد الْعَصْر وَشرع فِيمَا عزم عَلَيْهِ من الْأَمر وَكَانَ لما نزل بالرملة أحضر عِنْده أَخَاهُ الْعَادِل وأكابر الْأُمَرَاء وشاور فِي أَمر عسقلان ذَوي الآراء فَأَشَارَ علم الدّين سُلَيْمَان بن جندر بخرابها للعجز عَن حفظهَا على مَا بهَا وَوَافَقَهُ الْجَمَاعَة وَقَالُوا قد ضَاقَ عَن صونها الِاسْتِطَاعَة فَإِن هَذِه يافا قد نزلُوا بهَا وَسَكنُوا فِيهَا وَهِي مَدِينَة بَين الْقُدس وعسقلان متوسطة وَلَا سَبِيل إِلَى حفظ المدينتين فاعمد إِلَى أشرف الْمَوْضِعَيْنِ فحصنه وأحكمه فاقتضت الآراء إِقَامَة الْعَادِل بِقرب يافا مَعَ عشرَة من الْأُمَرَاء حَتَّى إِذا تحرّك الْعَدو كَانُوا مِنْهُ على علم

قَالَ القَاضِي أشاروا عَلَيْهِ بخراب عسقلان خشيَة أَن يستولي عَلَيْهَا الفرنج وَهِي عامرة فيتلفوا من بهَا من الْمُسلمين ويأخذوا بهَا الْقُدس الشريف ويقطعوا بهَا طَرِيق مصر

وخشي السُّلْطَان من ذَلِك وَعلم عجز الْمُسلمين عَن حفظهَا لقرب عَهدهم من عكا وَمَا جرى على من كَانَ مُقيما بهَا فَسَار حَتَّى أَتَى عسقلان وَقد ضربت خيامه شماليها فَبَاتَ هُنَاكَ مهموما بِسَبَب خراب عسقلان وَمَا نَام تِلْكَ اللَّيْلَة إِلَّا قَلِيلا وَلَقَد دَعَاني

<<  <  ج: ص:  >  >>