للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على أَوْلَاده وأخيه وأجناده فشرعوا فِي إنْشَاء سور جَدِيد محدق بِهِ مديد وَكَانَ يركب كل يَوْم وينقل الصخر على قربوس سَرْجه فيستن الأكابر والأمراء فِي نقل الْحِجَارَة بنهجه وَلَو رَأَيْت وَهُوَ يحمل حجرا فِي حجره لعَلِمت أَن لَهُ قلبا كم حمل جبلا فِي فكره وَلَقَد جد فِي حماية الصَّخْرَة المقدسة حَتَّى حمل لَهَا الصخور وانشرح صَدره لانضمامها إِلَى صَدره حَتَّى بَاشر صُدُور مماليكه بهَا الصُّدُور وَمَا تغلو دَار يبنيها فِي الْجنَّة بِنَقْل حجارتها ليَكُون ملكا فِي دارها وقمرا فِي دارتها وداوم البكور بالركوب وَعرض وَجهه الْكَرِيم للشحوب

قَالَ وَفِي ثَالِث الْمحرم رَحل الفرنج على سمت عسقلان وأشاعوا أَنهم يعيدون بهَا الْعمرَان وهم نازلون بظاهرها جائلون فِي مواردها ومصادرها فَرَأى الإنكلتير دخانا على بعد فقصده وَكَانَ ثمَّ جمَاعَة من الأَسدِية وَسيف الدّين يازكوج وَعلم الدّين قَيْصر وهم غَارونَ عَمَّا دهمهم فوصل اللعين إِلَيْهِم وَقت الْمغرب فَوَقع عَلَيْهِم وَكَانُوا فريقين نازلين فِي موضِعين فَلَمَّا وَقع على أَحدهمَا ركب الْفَرِيق الثَّانِي ودافعه حَتَّى ركب الْفَرِيق الآخر فدافعوهم وواقعوهم وَسَاقُوا قدامهم أثقالهم وخلصوا ناجين وَسلم الله أنفسهم من أَيدي الملاعين وَلم يفقد من الْمُسلمين إِلَّا أَرْبَعَة وَكَانَت نوبَة عَظِيمَة دفع الله خطرها وهون ضررها

<<  <  ج: ص:  >  >>