للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْفُرَات وَنزل عَن جَمِيع مَا لَهُ من الولايات وَأَنه إِذا عبر إِلَى الرها وحران ملك تِلْكَ الْبلدَانِ ورحل من الْقُدس فِي ثَالِث صفر وَأطلق لَهُ السُّلْطَان عشْرين ألف دِينَار سوى مَا أَصْحَبهُ برسم الْخلْع والتشريفات وَوصل إِلَى حلب فاحتفل أَخُوهُ الظاهرلقدومه وَأقَام لَهُ سنَن المكارم ورسومه ووقف بخدمته ماثلا وهز عطف الابتهاج إِلَيْهِ مائلا وأحضر لَهُ مَفَاتِيح بَلَده وَقدم لَهُ كل مَا فِي يَده

وَسمع نَاصِر الدّين بن تَقِيّ الدّين بِمَا أقلقه وَدفع مِنْهُ إِلَى مَا أرهجه وأرهقه وَوصل رَسُوله إِلَى الْعَادِل وَهُوَ بالقدس لاجئا إِلَى ظله راجيا لفضله لائدا بجنابه عائذا بِبَابِهِ فاحتمى لَهُ واحتمله وقوى فِي تقويته أمله وخاطب السُّلْطَان فِي حَقه واستعطفه

وَقَالَ أَنا أمضي إِلَيْهِ وأحضره وأؤمنه مِمَّا يحذرهُ وتبقي هَذِه السّنة عَلَيْهِ حران والرها وتعطيه فِي السّنة الْأُخْرَى حماة والمعرة ثمَّ قرر السُّلْطَان مَعَ أَخِيه الْعَادِل أَن يَأْخُذ هُوَ تِلْكَ الْبِلَاد وَينزل عَن إقطاعاته بِمصْر وَنصف خاصه فَفعل واستزاد قلعة جعبر فَامْتنعَ الْملك الظَّاهِر من تَسْلِيمهَا حَتَّى استظهر فَسَار الْعَادِل فِي الْعشْر الأول من جُمَادَى الأولى وَكتب السُّلْطَان إِلَى الْأَفْضَل بِالْعودِ فجَاء هَذَا رَاجعا وَذهب ذَلِك مسارعا وَوصل إِلَى حران والرها وَعَاد فِي آخر جُمَادَى الْآخِرَة وَمَعَهُ ابْن تَقِيّ الدّين

<<  <  ج: ص:  >  >>