للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ القَاضِي ابْن شَدَّاد عَاد الْأَفْضَل منكسرا متعتبا فوصل دمشق وَلم يحضر إِلَى خدمَة السُّلْطَان فَلَمَّا اشْتَدَّ خبر الفرنج سير إِلَيْهِ وَطَلَبه فَمَا وَسعه التَّأَخُّر فَسَار إِلَيْهِ مَعَ العساكر الْوَاصِلَة إِلَيْهِ من الشرق فَلَقِيَهُ السُّلْطَان وترجل لَهُ جبرا لِقَلْبِهِ وتعظيما لأَمره

قَالَ وَلما بلغ ابْن تَقِيّ الدّين موجدة السُّلْطَان أنفذ إِلَى الْعَادِل يستشفع بِهِ ليطيب قلب السُّلْطَان عَلَيْهِ ويقترح أحد قسمَيْنِ إِمَّا حران والرها وسميساط وَإِمَّا حماة ومنبج وسلمية والمعرة مَعَ كَفَالَة إخْوَته فراجع الْعَادِل السُّلْطَان مرَارًا فَلم يفعل ذَلِك وَلم يجب إِلَى شَيْء مِنْهُ فكثرت الشَّفَاعَة إِلَيْهِ فَحلف لَهُ على حران والرها وسميساط على أَنه إِذا عبر الْفُرَات أعطي الْمَوَاضِع الَّتِي اقترحها وتكفل إخْوَته وتخلى عَن تِلْكَ الْمَوَاضِع الَّتِي فِي يَده ثمَّ التمس الْعَادِل خطّ السُّلْطَان فَأبى وألح عَلَيْهِ فخرق نُسْخَة الْيَمين وَانْقطع الحَدِيث وَأخذ من السُّلْطَان الغيظ كَيفَ يُخَاطب بِمثل ذَلِك من جَانب بعض أَوْلَاد أَوْلَاد أَخِيه ثمَّ أعطَاهُ خطه بِمَا اسْتَقر من الْقَاعِدَة

ثمَّ إِن الْعَادِل التمس من السُّلْطَان الْبِلَاد الَّتِي كَانَت بيد ابْن تَقِيّ الدّين بعد انْتِقَاله وَجَرت مراجعات كَثِيرَة فِي الْعِوَض عَنْهَا وَكَانَ آخر مَا استقرأنه ينزل عَن كل مَا هُوَ شَامي الْفُرَات مَا خلا الكرك

<<  <  ج: ص:  >  >>