فبغت النَّاس وَوَقع عَلَيْهِم بخيله وَرجله فَكَانَ الشجاع الأيد الْقوي الَّذِي ركب فرسه وَنَجَا بِنَفسِهِ
وانقسم القفل ثَلَاثَة أَقسَام قسم قصدُوا الكرك مَعَ جمَاعَة من الْعَرَب وَقسم أوغلوا فِي الْبَريَّة مَعَ جمَاعَة من الْعَرَب وَقسم استولى الْعَدو عَلَيْهِم فساقهم بجمالهم وأحمالهم وَجَمِيع مَا مَعَهم وَكَانَت وقْعَة شنعاء لم يصب الْإِسْلَام بِمِثْلِهَا من مُدَّة مديدة وتبدد النَّاس فِي الْبَريَّة ورموا أَمْوَالهم وَكَانَ السعيد مِنْهُم من نجا بِنَفسِهِ وَجمع الْعَدو مَا أمكنه جمعه من الْخَيل وَالْبِغَال وَالْجمال والأقمشة وَسَائِر أَنْوَاع الْأَمْوَال وكلف الجمالين خدمَة الْجمال والخربندية خدمَة البغال والساسة خدمَة الْخَيل وَسَار فِي جحفل من غنيمَة يطْلب عسكره
وَلَقَد حكى من كَانَ أَسِيرًا مَعَهم أَنه فِي تِلْكَ اللَّيْلَة وَقع فيهم الصَّوْت أَن الْعَسْكَر السلطاني قد لحقهم فتركوا الْغَنِيمَة وأنهزموا وبعدوا عَنْهَا زَمَانا ثمَّ انْكَشَفَ الْأَمر فعادوا وَقد هرب جمع من الأسرى وَكَانَ الحاكي مِنْهُم وَأخْبر أَن الْأُسَارَى خمس مئة وَالْجمال تناهز ثَلَاثَة آلَاف جمل
وَوصل الْعَدو إِلَى مخيمه سادس عشر جُمَادَى الْآخِرَة وَكَانَ يَوْمًا عَظِيما عِنْدهم وَصَحَّ عزمهم على الْقُدس وقويت نُفُوسهم بِمَا حصلوا عَلَيْهِ من الْأَمْوَال وَالْجمال الَّتِي تنقل الْميرَة والأزواد ورتبوا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute