جمَاعَة على لد يحفظون الطَّرِيق على من ينْقل الْميرَة وأنفذوا الكند هري إِلَى صور وأطرابلس وعكا يستحضر من فِيهَا من الْمُقَاتلَة ليصعدوا إِلَى الْقُدس حرسه الله تَعَالَى
وَلما عرف السُّلْطَان ذَلِك مِنْهُم عمد إِلَى الأسوار فَقَسمهَا على الْأُمَرَاء وَتقدم إِلَيْهِم بتهيئة أَسبَاب الْحصار وَأخذ فِي إِفْسَاد الْمِيَاه ظَاهر الْقُدس فخرب الصهاريج والجباب بِحَيْثُ لم يبْق حول الْقُدس مَاء يشرب أصلا وَأَرْض الْقُدس لَا يطْمع فِي حفر بِئْر فِيهَا مَاء معِين فِي جَمِيعهَا لِأَنَّهَا جبل عَظِيم وَحجر صلب وسير إِلَى العساكر يطْلبهَا من الجوانب والبلاد
فَذكرت مَا يسر الله من ذَلِك وَكَانَ مِمَّا قلته أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما اشْتَدَّ بِهِ الْأَمر بَايعه الصَّحَابَة - رضوَان الله عَلَيْهِم - على الْمَوْت فِي لِقَاء الْعَدو وَنحن أولى من تأسى بِهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم والمصلحة الِاجْتِمَاع عِنْد الصَّخْرَة والتحالف على الْمَوْت فَلَعَلَّ ببركة هَذِه النِّيَّة ينْدَفع هَذَا الْعَدو فَاسْتحْسن الْجَمَاعَة ذَلِك ووافقوا عَلَيْهِ