للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثمَّ شرع السُّلْطَان بعد أَن سكت زَمَانا فِي صُورَة فكر وَالنَّاس سكُوت كَأَن على رؤوسهم الطير ثمَّ شرع وَقَالَ

الْحَمد لله وَالصَّلَاة على رَسُول الله اعلموا أَنكُمْ جند الْإِسْلَام الْيَوْم ومنعته وَأَنت تعلمُونَ أَن دِمَاء الْمُسلمين وَأَمْوَالهمْ وذراريهم معلقَة فِي ذممكم وَأَن هَذَا الْعَدو لَيْسَ لَهُ من الْمُسلمين من يلقاه إِلَّا أَنْتُم فان لويتم أعنتكم - وَالْعِيَاذ بِاللَّه - طوى الْبِلَاد كطي السّجل للْكتاب وَكَانَ ذَلِك فِي ذمتكم فَإِنَّكُم أَنْتُم الَّذين تصديتم لهَذَا كُله وأكلتم مَال بَيت مَال الْمُسلمين فالمسلمون فِي سَائِر الْبِلَاد متعلقون بكم وَالسَّلَام

فَانْتدبَ لجوابه سيف الدّين المشطوب وَقَالَ يَا مَوْلَانَا نَحن مماليكك وعبيدك وَأَنت الَّذِي أَنْعَمت علينا وكبرتنا وعظمتنا وأعطيتنا وأغنيتنا وَلَيْسَ لنا إِلَّا رقابنا وَهِي بَين يَديك وَالله مَا يرجع أحد منا عَن نصرتك إِلَى أَن يَمُوت

فَقَالَ الْجَمَاعَة مثل مَا قَالَ وانبسطت نفس السُّلْطَان بذلك الْمجْلس وطاب قلبه وأطعمهم ثمَّ انصرفوا

ثمَّ انْقَضى يَوْم الْخَمِيس على أَشد حَال فِي التأهب والاهتمام حَتَّى كَانَ الْعشَاء الْآخِرَة اجْتَمَعنَا فِي خدمته على الْعَادة وسمرنا حَتَّى مضى هزيع من اللَّيْل وَهُوَ غير منبسط على عَادَته ثمَّ صلينَا الْعشَاء وَكَانَت الصَّلَاة هِيَ الدستور الْعَام فصلينا وأخذنا فِي

<<  <  ج: ص:  >  >>