للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الِانْصِرَاف فدعاني - رَحمَه الله - وَقَالَ أعلمت مَا الَّذِي تجدّد قلت لَا قَالَ إِن أَبَا الهيجاء السمين أنفذ إِلَيّ الْيَوْم وَقَالَ إِنَّه اجْتمع عِنْدِي جمَاعَة المماليك الْأُمَرَاء وأنكروا علينا موافقتنا لَك على الْحصار وَالتَّأَهُّب لَهُ وَقَالُوا لَا مصلحَة فِي ذَلِك فانا نَخَاف أَن نحصر وَيجْرِي علينا مَا جرى على أهل عكا وَعند ذَلِك تُؤْخَذ بِلَاد الْإِسْلَام جمعا والرأي أَن نلقى مصَاف فَإِن قدر الله أَن نهزمهم ملكنا بَقِيَّة بِلَادهمْ وَإِن تكن الْأُخْرَى سلم الْعَسْكَر وَمضى الْقُدس وَقد انحفظت بِلَاد الْإِسْلَام بعساكرها مُدَّة بِغَيْر الْقُدس

وَكَانَ - رَحمَه الله - عِنْده من الْقُدس أَمر عَظِيم لَا تحمله الْجبَال فشق عَلَيْهِ هَذِه الرسَالَة وأقمت تِلْكَ اللَّيْلَة فِي خدمته حَتَّى الصَّباح وَهِي من اللَّيَالِي الَّتِي أَحْيَاهَا فِي سَبِيل الله - رَحمَه الله - وَكَانَ مِمَّا قَالُوهُ فِي الرسَالَة إِنَّك إِن أردتنا نُقِيم فَتكون مَعنا أَو بعض أهلك حَتَّى نَجْتَمِع عِنْده وَإِلَّا فالأكراد لَا يدينون للأتراك والأتراك لَا يدينون للأكراد

وانفصل الْحَال على أَن يُقيم من أَهله مجد الدّين بن فرخشاه صَاحب بعلبك وَكَانَ - رَحمَه الله - يحدث نَفسه بالْمقَام ثمَّ مَنعه رَأْيه عَنهُ لما فِيهِ من خطر الْإِسْلَام

<<  <  ج: ص:  >  >>