قَالَ واتصل الْخَبَر أَنهم بعد وُصُول الرَّسُول إِلَيْهِم راحلون إِلَى جِهَة عسقلان طالبون جِهَة مصر
وَوصل رَسُول من جَانب قطب الدّين بن قليج أرسلان يَقُول إِن البابا قد وصل إِلَى قسطنطينية فِي خلق لَا يعلم عَددهمْ إِلَّا الله تَعَالَى وَقَالَ الرَّسُول إِنِّي قتلت فِي الطَّرِيق اثْنَي عشر فَارِسًا وَيَقُول تقدم إِلَى من يتسلم بلادي مني فَانِي قد عجزت عَن حفظهَا فَلم يصدق السُّلْطَان هَذَا الْخَبَر وَلَا اكترث بِهِ
ثمَّ جَاءَ رسوا الإنكلتير يطْلب أَن يكون فِي قلعة الْقُدس عشرُون نَفرا وَأَن من سكن من النَّصَارَى والفرنج فِي الْبَلَد لَا يتَعَرَّض لَهُم وَأما بَقِيَّة الْبِلَاد فلنا مِنْهَا الساحليات والوطاة والبلاد الجبلية لكم وَأخْبر الرَّسُول من عِنْد نَفسه مناصحة أَنهم قد نزلُوا عَن حَدِيث الْقُدس مَا عدا الزِّيَارَة وَإِنَّمَا يَقُولُونَ هَذَا تصنعا وَأَنَّهُمْ راغبون فِي الصُّلْح وَأَن الإنكلتير لَا بُد لَهُ من الرواح إِلَى بَلَده
فَأُجِيب بِأَن الْقُدس لَيْسَ لكم فِيهِ حَدِيث سوى الزِّيَارَة فَقَالَ الرَّسُول وَلَيْسَ على الزوار شَيْء يُؤْخَذ مِنْهُم فَعلم من هَذَا القَوْل الْمُوَافقَة
وَأما الْبِلَاد فعسقلان وَمَا وَرَاءَهَا لَا بُد من خرابه فَقَالَ الرَّسُول قد خسر الْملك على سورها مَالا جزيلا فَسَأَلَ المشطوب