للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْبَلَد وَأمر من فِي القلعة أَن يخرجُوا إِلَيْهِ ليعظم سوَاده

ثمَّ اجْتمع بِهِ جمَاعَة من المماليك طَلَبهمْ وَحضر الْحَاجِب أَبُو بكر العادلي وَكَانَ قد صَادِق جمَاعَة من خَواص المماليك وَدخل مَعَهم دُخُولا عَظِيما بِحَيْثُ كَانُوا يَجْتَمعُونَ بِهِ أَوْقَات مُتعَدِّدَة وَكَانَ قد صَادِق من الْأُمَرَاء جمَاعَة كبدر الدّين دلدرم وَغَيره فَلَمَّا حَضَرُوا عِنْده جد وهزل وَمن جملَة مَا قَالَ

هَذَا السُّلْطَان عَظِيم وَمَا فِي الأَرْض للاسلام ملك أكبر وَلَا أعظم مِنْهُ كَيفَ رَحل عَن الْمَكَان بِمُجَرَّد وصولي وَوَاللَّه مَا لبست لأمة حَرْبِيّ وَلَا تأهبت لأمر وَلَيْسَ فِي رجْلي إِلَّا زربول الْبَحْر فَكيف تَأَخّر

ثمَّ قَالَ وَالله إِنَّه لعَظيم وَالله مَا ظَنَنْت أَنه يَأْخُذ يافا فِي شَهْرَيْن فَكيف أَخذهَا فِي يَوْمَيْنِ ثمَّ قَالَ لأبي بكر الْحَاجِب تسلم على السُّلْطَان وَتقول لَهُ بِاللَّه عَلَيْك أجب سُؤَالِي فِي الصُّلْح فَهَذَا أَمر لَا بُد لَهُ من آخر وَقد هَلَكت بلادي وَرَاء الْبَحْر وَمَا دوَام هَذَا مصلحَة لَا لنا وَلَا لكم

فَأرْسل السُّلْطَان إِلَيْهِ فِي الْجَواب إِنَّك كنت طلبت الصُّلْح أَولا على قَاعِدَة وَكَانَ الحَدِيث فِي يافا وعسقلان والآن فقد خربَتْ هَذِه يافا فَيكون لَك من قيسارية إِلَى صور

<<  <  ج: ص:  >  >>