للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جمَاعَة من رعاع الْعَسْكَر مشتغلين بِمَا لَا يجوز فَهَجَمُوا عَلَيْهِم وَقتلُوا مِنْهُم وأسروا وَعرف السُّلْطَان فَأمر النَّاس فزحفوا وَعَاد الْحصار كَمَا كَانَ وحشروا الْعَدو فِي القلعة واستبطؤوا نزُول النجدة إِلَيْهِم وخافوا خوفًا عَظِيما فأرسلوا بطركهم والقسطلان إِلَى السُّلْطَان يعتذران مِمَّا جرى ويسألانه الْقَاعِدَة الأولى

وَكَانَ سَبَب امْتنَاع نزُول النجدة أَنهم رَأَوْا الْبَلَد مشحونا ببيارق الْمُسلمين ورجالهم فخافوا أَن تكون القلعة قد أخذت وَكَانَ الْبَحْر يمْنَع من سَماع الصَّوْت وَكَثْرَة الضجيج والتهليل وَالتَّكْبِير فَلَمَّا رأى من فِي القلعة شدَّة الزَّحْف عَلَيْهِم وَامْتِنَاع النجدة من النُّزُول مَعَ كثرتها فَإِنَّهَا بلغت نيفا وَخمسين مركبا مِنْهَا خَمْسَة عشر من الشواني علمُوا أَن النجدة قد ظنُّوا أَن الْبَلَد قد أَخذ فوهب رجل مِنْهُم نَفسه للمسيح وقفز من القلعة إِلَى الميناء وَكَانَ رملا فَلم يصبهُ شَيْء وَعدا إِلَى الْبَحْر فَحدث الإنكلتير بِالْحَدِيثِ فَمَا كَانَ إِلَّا سَاعَة حَتَّى نزل كل من فِي الشواني إِلَى الميناء هَذَا كُله وَأَنا أشاهد ذَلِك فحملوا على الْمُسلمين فأخرجوهم من الميناء فَقبض السُّلْطَان على الرُّسُل وَأمر بتأخر الثّقل والأسواق إِلَى يازور فَرَحل النَّاس وَتَأَخر لَهُم ثقل عَظِيم مِمَّا كَانُوا نهبوا من يافا

وَخرج الإنكلتير إِلَى مَوضِع السُّلْطَان الَّذِي كَانَ فِيهِ لمضايقة

<<  <  ج: ص:  >  >>