للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لَهُم هَذِه الْبِلَاد فَيخْرجُونَ لاستعادة بَقِيَّة بِلَادهمْ وَترى كل وَاحِد من هَؤُلَاءِ الْجَمَاعَة قد قعد فِي رَأس تله - يَعْنِي حصنه - وَقَالَ لَا أنزل وَيهْلك الْمُسلمُونَ

فَهَذَا كَلَامه وَكَانَ كَمَا قَالَ - رَحمَه الله - لكنه رأى الْمصلحَة فِي الصُّلْح لسأم الْعَسْكَر ومظاهرتهم بالمخالفة وَكَانَ مصلحَة فِي علم الله تَعَالَى فَإِنَّهُ اتّفقت وَفَاته بعيد الصُّلْح وَلَو كَانَ اتّفق ذَلِك فِي أثْنَاء الوقعات لَكَانَ الْإِسْلَام على خطر فَمَا كَانَ الصُّلْح إِلَّا تَوْفِيقًا وسعادة من الله رَحْمَة الله عَلَيْهِ

ورحل السُّلْطَان إِلَى النطرون وَاخْتَلَطَ العسكران وَذهب جمَاعَة من الْمُسلمين إِلَى يافا فِي طلب التِّجَارَة وَوصل خلق عَظِيم من الْعَدو إِلَى الْقُدس لِلْحَجِّ وَفتح السُّلْطَان لَهُم الْبَاب فِي ذَلِك وَنفذ مَعَهم الخفراء يحفظونهم حَتَّى يردوهم إِلَى يافا وَكَانَ غَرَض السُّلْطَان بذلك أَن يقضوا وطرهم من الزِّيَارَة ويرجعوا إِلَى بِلَادهمْ فَيَأْمَن الْمُسلمُونَ شرهم

وَلما علم الْملك كَثْرَة من يزور مِنْهُم صَعب عَلَيْهِ ذَلِك وسير إِلَى السُّلْطَان يسْأَله منع الزوار واقترح أَن لَا يَأْذَن لأحد إِلَّا بعد حُضُور عَلامَة من جَانِبه أَو بكتابه وَعلمت الفرنجيه ذَلِك فَعظم عَلَيْهَا واهتموا فِي الْحَج فَكَانَ يرد فِي كل يَوْم مِنْهُم جموع كَثِيرَة مقدمون وأوساط وملوك متنكرون وَشرع السُّلْطَان فِي إكرام من يرد

<<  <  ج: ص:  >  >>