للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَمد الطَّعَام لَهُم ومباسطتهم ومحادثتهم وعرفهم إِنْكَار الْملك ذَلِك وَأذن لَهُم السُّلْطَان فِي الْحَج وعرفهم أَنه لم يلْتَفت إِلَى منع الْملك من ذَلِك وَاعْتذر إِلَى الْملك بِأَن قوما قد وصلوا من ذَلِك الْبعد وَيسر لَهُم زِيَارَة هَذَا الْمَكَان الشريف لَا اسْتحلَّ مَنعهم

ثمَّ اشْتَدَّ الْمَرَض بِالْملكِ فَرَحل لَيْلَة الْأَرْبَعَاء التَّاسِع وَالْعِشْرين من شعْبَان وَقيل إِنَّه مَاتَ وَسَار هُوَ والكند هري وَسَائِر المقدمين إِلَى جَانب عكا وَلم يبْق فِي يافا إِلَّا مَرِيض أَو عَاجز وَنَفر يسير ثمَّ أعْطى السُّلْطَان للنَّاس دستورا فَسَار عَسْكَر إربل والموصل وسنجار والحصن وأشاع - رَحمَه الله - أَمر الْحَج وَقَوي عزمه على بَرَاءَة الذِّمَّة مِنْهُ

قَالَ القَاضِي وَكَانَ هَذَا مِمَّا وَقع لي وبدأت بالاشارة بِهِ فِي يَوْم تَتِمَّة الصُّلْح وَوَقع مِنْهُ - رَحْمَة الله عَلَيْهِ - موقعا عَظِيما وَأمر الدِّيوَان أَن كل من عزم على الْحَج من الْعَسْكَر يثبت اسْمه حَتَّى نحصي عدَّة من يدْخل مَعنا الطَّرِيق وَكتب جرائد بِمَا يحْتَاج إِلَيْهِ فِي الطَّرِيق من الْخلْع والأزواد وَغير ذَلِك وسيرها إِلَى الْبِلَاد ليعدوها

ورحل من النطرون رَابِع شهر رَمَضَان وَسَار حَتَّى أَتَى مار صمويل يفتقد أَخَاهُ الْعَادِل وَكَانَ مَرِيضا بهَا فَوَجَدَهُ قد سَار إِلَى الْقُدس وَكَانَ قد انْقَطع عَن أَخِيه مُدَّة بِسَبَب الْمَرَض وَكَانَ قد تماثل فَعرف بمجيء السُّلْطَان إِلَى مار صمويل لعيادته فَحمل على

<<  <  ج: ص:  >  >>