نَفسه وَسَار حَتَّى لقِيه بذلك الْمَكَان وهوأول وُصُوله وَلم ينزل بعد وَنزل وَقبل الأَرْض وَعَاد ركب فاستدناه وَسَأَلَهُ عَن مزاجه وسارا جَمِيعًا حَتَّى أَتَيَا الْقُدس بَقِيَّة ذَلِك الْيَوْم
وَقَالَ الْعِمَاد عَاد السُّلْطَان بعد السّلم إِلَى الْقُدس لتفقد أَحْوَاله وَعرض رِجَاله واشتغل بتشييد أسواره وتحصينها وتخليد آثاره وتحسينها وتعميق خنادقه وتوثيق طرائقه وَزَاد فِي وقف الْمدرسَة سوقا بدكاكينها وأرضا ببساتينها وَكَذَلِكَ رتب أَحْوَال الصُّوفِيَّة فِي رعايتها وَالْوَقْف الكافل بكفايتها وَعين الْكَنِيسَة الَّتِي فِي شَارِع قمامة للبيمارستان وَنقل إِلَيْهِ العقاقير والأدوية من جَمِيع الْأَنْوَاع والألوان وأدار سور الْقُدس على قبَّة صهيون وأضافها إِلَى الْمَدِينَة وَأمر بإدارة الْخَنَادِق على الْجَمِيع وصمم الْعَزْم على الْحَج فَلم يُوَافقهُ الْقدر وتأسف على فَوَاته بعد أَن قدم مقدماته وَأقَام شهر رَمَضَان وأفاض الاحسان وفوض ولَايَة الْقُدس وأعمالها إِلَى عز الدّين جرديك حِين استعفى مِنْهَا حسام الدّين سياروخ وَولى مَمْلُوكه علم الدّين قَيْصر مَا دون الْقُدس كعمل الْخَلِيل وغزة والداروم وعسقلان
قلت وَلما بلغ القَاضِي الْفَاضِل من قبل السُّلْطَان أَنه عازم
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute