للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لَا يُنَادى وليده وَفِي وَادي بردى والزبداني من الفتنه الْقَائِمَة وَالسيف الَّذِي يقطر دَمًا مَا لَا زاجر عَنهُ وللمسلمين ثغور تُرِيدُ التحصين والذخيرة وَمن الْمُهِمَّات إِقَامَة وُجُوه الدخل وَتَقْدِير الخرج بحسبها فَمن المستحيل نَفَقَة من غير حَاصِل وَفرع من غير أصل وَهَذَا أَمر قد تقدم فِيهِ حَدِيث كثير وَعرضت للْمولى شواغل دونه ومشت الْأَحْوَال مشيا على ظلع فَلَمَّا خلت النوب - أعاذ الله من عودهَا - كَانَ خلو بَيت المَال أَشد مَا فِي الشدَّة وَلَيْسَ الْمَمْلُوك مطالبا بذخيرة تحصل إِنَّمَا يطْلب تمشية من حَيْثُ تَسْتَقِر

قلت وَلم يزل الْبَيْت الْمُقَدّس - شرفه الله تَعَالَى - ملحوظا بالعمارة والتحصين من عهد السُّلْطَان - رَحمَه الله - إِلَى سنة سِتَّة عشرَة وست مئة فَإِنَّهُ خرب فِي الْمحرم مِنْهَا بِسَبَب خُرُوج الفرنج - لعنهم الله - وانتشارهم فِي الْبِلَاد فخيف من استيلائهم عَلَيْهِ وَفِي السّنة الَّتِي قبلهَا توفّي الْملك الْعَادِل أَبُو بكر بن أَيُّوب أَخُو السُّلْطَان وتشتت النَّاس بعد خرابه وَرَغبُوا عَن السُّكْنَى بِهِ

<<  <  ج: ص:  >  >>