على المقطعين بهَا وإنصاف الرّعية فَلَمَّا فوضت إِلَى مظفر الدّين صَاحب إربل رَجَعَ شمس الدّين ودامت غيبته عَن الحضرة مُدَّة سبع سِنِين
وَكَانَ تولى قَضَاء الْعَسْكَر مَوْضِعه بهاء الدّين بن شَدَّاد وَكَانَ خطب أَوْلَاد السُّلْطَان قليج أرسلان مهما عِنْد السُّلْطَان فاعتمد على القَاضِي شمس الدّين فِي الْوُصُول إِلَيْهِم وَالْحكم بتأليف ذَات بَينهم عَلَيْهِم فَمضى وَعَاد وأدركته الْمنية بِمَدِينَة ملطية
قَالَ وَفِي يَوْم الْخَمِيس السَّادِس وَالْعِشْرين من شَوَّال توفّي الْأَمِير سيف الدّين عَليّ بن أَحْمد الهكاري الْمَعْرُوف بالمشطوب بنابلس وَقد سبق ذكر هَذَا الْأَمِير وبأسه وبسالته وإصابته وأصالته وإقدامه فِي الحروب وتقدمه فِي الخطوب
وَقد حضر مَعَ أَسد الدّين شيركوه النوب الثَّلَاث الَّتِي فتح فِي آخرهَا مصر ولازم صَلَاح الدّين إِلَى مُنْتَهى الْعُمر وَلما احْتِيجَ إِلَى الْبَدَل فِي عكا لما ضجر من أَقَامَ بِهِ وتشكى أجَاب إِلَى دُخُوله وقابل الْأَمر بقبوله وَحصل بِقَضَاء الله فِي الْأسر واحتوت عَلَيْهِ قَبْضَة الْكفْر وفدى نَفسه بِخَمْسِينَ ألف دِينَار وَنَجَا وآتاه الله من نعمه خلاصه مَا رجا وأنعم السُّلْطَان عَلَيْهِ بنابلس وأعمالها وَخص بأموالها وغلالها وَحين جزنا بِهِ وَدعنَا عِنْد جينين وداع الْأَبَد إِلَى جنَّة عليين
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute