للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(عرائس من خدورها برزت ... تحسب أشجارها لَهَا كللا)

(حلاوة لَا يمل آكلها ... إِذا الحلاوات أحدثت مللا)

(زهر كشهب السَّمَاء راجمة ... جن جناة بقطفها كفلا)

(عيونها الرمد فِي ترقبنا ... جاحظة أبرزت لنا مقلا)

(مَاذَا التواني وَذَا التَّأَخُّر والابطاء ... قدم مسيرنا عجلا)

(نغدو خفافا إِلَى مواسمها ... من قبل نبلى بِصُحْبَة الثقلا)

(قد انتظرنا من الخزانة مَا ... نعطى فأكدى نوابها البخلا)

(فَإِن عدمنا من عِنْدهم ذَهَبا ... فَمَا عدمنا عَنهُ بِهِ بَدَلا)

(وكلنَا فِي عوارف الْملك النَّاصِر ... نرعى ونسلك السبلا)

قَالَ وَقلت فِيهِ ربَاعِية

(المشمش لانتظارنا مصفر ... وَالرَّوْض إِلَى لقائنا مفتر)

(قُم نغتنم الْوَقْت فَهَذَا الْعُمر ... لَا لبث لَهُ فَمن بِهِ يغتر)

قَالَ وَفِي هَذِه السّنة نصرت الأساطيل فِي الْبَحْر مرَارًا وأنفذ السُّلْطَان فِي استدعائها استظهارا

قَالَ مُحَمَّد بن القادسي وَفِي مستهل رَجَب وكل بأميرالحاج طاشتكين يَعْنِي الَّذِي قتل أَمِير حَاج الشَّام شمس الدّين ابْن الْمُقدم بِعَرَفَات سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ ثمَّ قبض عَلَيْهِ وَسَببه أَنه اتهمَ بمكاتبة السُّلْطَان صَلَاح الدّين رَحمَه الله فِيمَا يتَعَلَّق بقلب الدولة وَأظْهر عَلَيْهِ أستاذ الدَّار أَبُو الظفر بن يُونُس كتابا قيل إِنَّه خطه وَفِيه الْمصلحَة مهادنة الفرنج والمجيء إِلَى الْبِلَاد فَمَا يقف بَين أَيْدِيكُم والبلاد لكم إِذا ملكتم الْعرَاق وَهَذَا وقتكم إِن كَانَ لكم نِيَّة وَأَنا مشدود الْوسط فِي الْخدمَة

ثمَّ ذكر ابْن القادسي أَن ذَلِك مستبعد فِي حق طاشتكين وزور وبهتان وَنسب ذَلِك إِلَى افتعال ابْن يُونُس عَلَيْهِ وَكَانَ طاشتكين أَمِير الْحَاج عشْرين سنة يخْطب لَهُ بِمَكَّة بعد الْخطْبَة لأمير الْمُؤمنِينَ وَله إقطاع بمئة ألف دِينَار

قَالَ وفيهَا فِي ربيع الآخر توفّي أَبُو المرهف نصر بن مَنْصُور النميري الشَّاعِر الأديب الزَّاهِد سمع قَاضِي البيمارستان

<<  <  ج: ص:  >  >>