وَلَا ينثني عَن ذيادهم
وَلم تزل رَحا الْحَرْب دَائِرَة بَينهم وخيل الْكفَّار محجمة عَن الحملة الْمَعْرُوفَة لَهُم حَتَّى تتهيأ الفرصة لَهُم إِلَى أَن مَالَتْ الشَّمْس إِلَى الْغُرُوب وَأَقْبل اللَّيْل وَطلبت النُّفُوس الرَّاحَة وَعَاد كل مِنْهُم إِلَى مَكَانَهُ وأبت الْجند بإزائهم وَأهل الْبَلَد على أسوارهم للحرس وَالِاحْتِيَاط وهم يشاهدون أعداءهم بِالْقربِ مِنْهُم
وَكَانَت المكاتبات قد نفذت إِلَى وُلَاة الْأَطْرَاف بالاستصراخ والاستنجاد وَجعلت خيل التركمان تتواصل ورجالة الْأَطْرَاف تتتابع
وباكرهم الْمُسلمُونَ وَقد قويت نُفُوسهم وَزَالَ عَنْهُم روعهم وثبتوا بإزائهم وأطلقوا فيهم السِّهَام ونبل الجرخ بِحَيْثُ يَقع فِي مخّيمهم فِي راجل أَو فَارس أَو فرس أَو جمل
وَوصل فِي هَذَا الْيَوْم من نَاحيَة الْبِقَاع وَغَيرهَا رجالة كَثِيرَة من الرُّمَاة فزادت بهم الْعدة وتضاعفت الْعدة وانفصل كل فريق إِلَى مستقره فِي هَذَا الْيَوْم وباكروهم من غده يَوْم الثُّلَاثَاء وَأَحَاطُوا بهم فِي مخيمهم وَقد تحَصَّنُوا بأشجار الْبَسَاتِين وأفسدوها رشقا بالنشاب وحذفا بالأحجار وَقد أحجموا عَن البروز وخافوا وفشلوا وَلم يظْهر مِنْهُم أحد وَظن أَنهم يعْملُونَ مكيدة أَو يدبرون حِيلَة وَلم يظْهر مِنْهُم إِلَّا النَّفر الْيَسِير من الْخَيل وَالرجل على سَبِيل المطاردة والمناوشة خوفًا من المهاجمة إِلَى أَن يَجدوا لحملتهم مجالا
وَلَيْسَ يدنو مِنْهُم أحد إِلَّا صُرع برشقة أَو طعنة
وطمع فيهم نفر كثير من رجالة الْأَحْدَاث والضياع وَجعلُوا يقصدونهم فِي المسالك وَقد أمنُوا فيقتلون من ظفروا بِهِ ويحضرون رؤوسهم لطلب الجوائز عَنْهَا
وَحصل من رؤوسهم الْعدَد الْكثير
وتواترت إِلَيْهِم أَخْبَار العساكر الإسلامية بالمسارعة إِلَى جهادهم واستئصال
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute