دمشق فَخرج عسكرها وَأَهْلهَا لقتالهم وَفِي جُمْلَتهمْ الْفَقِيه الفندلاوي الْمَالِكِي وَالشَّيْخ الزَّاهِد عبد الرَّحْمَن الحلحولي رحمهمَا الله وَكَانَا من خِيَار الْمُسلمين فَلَمَّا قاربوهم قَالَ الْفَقِيه يَا عبد الرَّحْمَن أما هَؤُلَاءِ الرّوم قَالَ بلَى قَالَ فَإلَى مَتى نَحن وقُوف قَالَ سر على اسْم الله فَتَقَدما فَقَاتلا حَتَّى قتلا فِي مَكَان وَاحِد رحمهمَا الله تَعَالَى
ثمَّ قَالَ أَبُو يعلى وشرعوا فِي قطع الْأَشْجَار والتحصن بهَا وهدوا الفطائر وَبَاتُوا تِلْكَ اللَّيْلَة على هَذِه الْحَال وَقد لحق النَّاس من الارتياع لهول مَا شاهدوه والروع بِمَا عاينوه مَا ضعفت بِهِ الْقُلُوب وحرجت مَعَه الصُّدُور وباكروا الظُّهُور إِلَيْهِم فِي غَد ذَلِك الْيَوْم وَهُوَ الْأَحَد تاليه وزحفوا إِلَيْهِم وَوَقع الطراد بَينهم وَاسْتظْهر الْمُسلمُونَ عَلَيْهِم وَأَكْثرُوا الْقَتْل والجراح فيهم وأبلى الْأَمِير معِين الدّين فِي حربهم بلَاء حسنا وَظهر من شجاعته وَصَبره وبسالته مَا لم يُشَاهد فِي غَيره بِحَيْثُ لَا يني فِي جهادهم
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute