ذِي رِوَايَة عالية وَسَمَاع كثير فَإِن كَانَ مِمَّن يحضر عِنْده استحضره وَسمع عَلَيْهِ وأسمع من يحضرهُ فِي ذَلِك الْمَكَان من أَوْلَاده ومماليكه والمختصين بِهِ وَكَانَ يَأْمر النَّاس بِالْجُلُوسِ عِنْد سَماع الحَدِيث إجلالا لَهُ وَإِن كَانَ الشَّيْخ مِمَّن لَا يطْرق أَبْوَاب السلاطين ويتحامى عَن الْحُضُور فِي مجَالِسهمْ سعى إِلَيْهِ وَسمع عَلَيْهِ تردد إِلَى الْحَافِظ السلَفِي بالاسكندرية وروى عَنهُ أَحَادِيث كَثِيرَة
وَكَانَ يحب أَن يقْرَأ الحَدِيث بِنَفسِهِ فَكَانَ يستحضرني فِي خلوته ويحضر شَيْئا من كتب الحَدِيث وَيقْرَأ هُوَ فاذا مر بِحَدِيث فِيهِ عِبْرَة رق قلبه ودمعت عينه
وَكَانَ كثير التَّعْظِيم لشعائر الدّين قَائِلا ببعث الْأَجْسَام ونشورها ومجازاة المحسن بِالْجنَّةِ والمسيئ بالنَّار مُصدقا لجَمِيع مَا وَردت بِهِ الشَّرَائِع منشرحا بذلك صَدره مبغضا للفلاسفة والمعطلة والدهرية وَمن يعاند الشَّرِيعَة المطهرة
وَلَقَد أَمر وَلَده الظَّاهِر صَاحب حلب بقتل شَاب كَانَ نَشأ يُقَال لَهُ السهروردي قيل عَنهُ إِنَّه كَانَ معاندا للشرائع مُبْطلًا وَكَانَ قد قبض عَلَيْهِ وَلَده الْمَذْكُور لما بلغه من خَبره وَعرف السُّلْطَان بِهِ فَأمر بقتْله وصلبه أَيَّامًا فَقتله
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute