للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَكَانَ حسن الظَّن بِاللَّه كثير الِاعْتِمَاد عَلَيْهِ عَظِيم الانابة إِلَيْهِ وَلَقَد شاهدت من آثَار ذَلِك مَا أحكيه فَحكى التجاءه إِلَى الله تَعَالَى عِنْد خَوفه من قصد الفرنج بَيت الْمُقَدّس وَامْتِنَاع أَصْحَابه من دُخُوله للحصر فصلى ودعا فكفي ذَلِك وَقد تقدم ذكره

ثمَّ قَالَ وَكَانَ رَحمَه الله عادلا رؤوفا رحِيما ناصرا للضعيف على الْقوي وَكَانَ يجلس للعدل فِي كل يَوْم اثْنَيْنِ وخميس فِي مجْلِس عَام يحضرهُ الْفُقَهَاء والقضاة وَالْعُلَمَاء وَيفتح الْبَاب للمتحاكمين حَتَّى يصل إِلَيْهِ كل أحد من كَبِير وصغير وعجوز هرمة وَشَيخ كَبِير وَكَانَ يفعل ذَلِك سفرا وحضرا على أَنه كَانَ فِي جَمِيع زَمَانه قَابلا لما يعرض عَلَيْهِ من الْقَصَص كاشفا لما ينْهَى إِلَيْهِ من الْمَظَالِم وَكَانَ يجمع الْقَصَص فِي كل يَوْم ثمَّ يجلس مَعَ الْكَاتِب سَاعَة إِمَّا فِي اللَّيْل أَو فِي النَّهَار ويوقع على كل قصَّة بِمَا يُطلق الله على قلبه وَمَا اسْتَغَاثَ إِلَيْهِ أحد إِلَّا وقف وَسمع ظلامته وَأخذ قصَّته وكشف قَضيته

وَلَقَد رَأَيْته وَقد اسْتَغَاثَ إِلَيْهِ إِنْسَان من أهل دمشق يُقَال لَهُ ابْن زُهَيْر على تَقِيّ الدّين ابْن أَخِيه وأنفذ إِلَيْهِ ليحضره فِي مجْلِس الحكم فَمَا خلصه إِلَّا أَن أشهد عَلَيْهِ شَاهِدين أَنه وكل القَاضِي أَمِين الدّين أَبَا الْقَاسِم قَاضِي حماة فِي الْمُخَاصمَة فأقاما

<<  <  ج: ص:  >  >>