للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الشَّهَادَة عِنْدِي فِي مَجْلِسه فَأمرت أَبَا الْقَاسِم بمساواة الْخصم فساواه وَكَانَ من خَواص جلساء السُّلْطَان ثمَّ جرت المحاكمة بَينهمَا واتجهت الْيَمين على تَقِيّ الدّين وَكَانَ تَقِيّ الدّين من أعز النَّاس عَلَيْهِ وأعظمهم عِنْده وَلم يحابه فِي الْحق

قَالَ وَكنت يَوْمًا فِي مجْلِس الحكم بالقدس الشريف إِذْ دخل عَليّ شيخ حسن تَاجر مَعْرُوف يُسمى عمر الخلاطي وَمَعَهُ كتاب حكمي سَأَلَ فَتحه وَقَالَ خصمي السُّلْطَان وَهَذَا بِسَاط الشَّرْع وَقد سمعنَا أَنَّك لَا تحابي فَقلت وَفِي أَي قَضِيَّة هُوَ خصمك فَقَالَ إِن سنقر الخلاطي كَانَ مملوكي وَلم يزل على ملكي إِلَى أَن مَاتَ وَكَانَ فِي يَده أَمْوَال عَظِيمَة كلهَا لي وَمَات عَنْهَا وَاسْتولى عَلَيْهَا السُّلْطَان وَأَنا مطالبه بهَا

فَقلت يَا شيخ وَمَا الَّذِي أقعدك إِلَى هَذِه الْغَايَة فَقَالَ الْحُقُوق لَا تبطل بِالتَّأْخِيرِ وَهَذَا الْكتاب الْحكمِي ينْطق بِأَنَّهُ لم يزل فِي ملكي إِلَى أَن مَاتَ فَأخذت الْكتاب مِنْهُ وتصفحت مضمونه فَوَجَدته يتَضَمَّن حلية سنقر الخلاطي وَأَنه قد اشْتَرَاهُ من فلَان التَّاجِر بأرجيش فِي الْيَوْم الْفُلَانِيّ من شهر كَذَا من سنة كَذَا وَأَنه لم يزل فِي ملكه إِلَى أَن شَذَّ عَن يَده فِي سنة كَذَا وَمَا عرف شُهُود هَذَا الْكتاب خُرُوجه عَن ملكه بِوَجْه وتمم الشَّرْط إِلَى آخِره

<<  <  ج: ص:  >  >>