أما بِالْقَتْلِ فقربت من مئة ألف وَأما بِالْمَوْتِ وَالْغَرق فَلَا يعلم وَمَا رَجَعَ من هَذَا الْعَالم إِلَّا الْأَقَل
قَالَ وَكَانَ لَا بُد لَهُ من أَن يطوف حول الْعَدو كل يَوْم مرّة أَو مرَّتَيْنِ إِذا كُنَّا قَرِيبا مِنْهُم وَكَانَ إِذا اشْتَدَّ الْحَرْب يطوف بَين الصفين وَمَعَهُ صبي وَاحِد وعَلى يَده جنيب ويخرق العساكر من الميمنة إِلَى الميسرة يرتب الأطلاب وَيَأْمُرهُمْ بالتقدم وَالْوُقُوف فِي مَوَاضِع يَرَاهَا وَكَانَ يشارف الْعَدو ويجاوره
وَلَقَد قرئ عَلَيْهِ جُزْء من الحَدِيث بَين الصفين وَذَلِكَ أَنِّي قلت لَهُ قد سمع الحَدِيث فِي جَمِيع المواطن الشَّرِيفَة وَمَا نقل أَنه سمع بَين الصفين فَإِن رأى الْمولى أَن يُؤثر عَنهُ ذَلِك كَانَ حسنا فَأذن فِي ذَلِك فأحضر جُزْء هُنَاكَ من لَهُ بِهِ سَماع فقرى عَلَيْهِ وَنحن على ظُهُور الدَّوَابّ بَين الصفين يمشي تَارَة وَيقف أُخْرَى
وَمَا رَأَيْته استكثر الْعَدو أصلا وَلَا استعظم أَمرهم قطّ وَكَانَ مَعَ ذَلِك فِي حَال الْفِكر وَالتَّدْبِير يذكر بَين يَدَيْهِ الْأَقْسَام كلهَا ويرتب على كل قسم مُقْتَضَاهُ من غير حِدة وَلَا غضب يَعْتَرِيه وَلَقَد انهزم الْمُسلمُونَ فِي يَوْم المصاف الْأَكْبَر بمرج عكا حَتَّى الْقلب وَرِجَاله وَوَقع الكوس وَالْعلم وَهُوَ ثَابت الْقدَم فِي نفر يسير وَقد انحاز إِلَى الْجَبَل يجمع النَّاس ويردهم ويخجلهم حَتَّى يرجِعوا وَلم يزل كَذَلِك حَتَّى عكر الْمُسلمُونَ على الْعَدو فِي ذَلِك الْيَوْم وَقتل مِنْهُم زهاء سَبْعَة آلَاف مَا بَين راجل وَفَارِس
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute