للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَإِن أفرط فِي الْجِنَايَة وَلَقَد قلب فِي خزانته كيسَان من الذَّهَب الْمصْرِيّ بكيسين من الْفُلُوس فَمَا عمل بالنواب شَيْئا سوى أَنه صرفهم من عَمَلهم لَا غير

وَكَانَ رَحمَه الله حسن الْعشْرَة لطيف الْأَخْلَاق طيب الفكاهة حَافِظًا لأنساب الْعَرَب ووقائعهم عَارِفًا بسيرهم وأحوالهم حَافِظًا لأنساب خيلهم عَالما بعجائب الدُّنْيَا ونوادرها بِحَيْثُ كَانَ يَسْتَفِيد محاضره مِنْهُ مَا لَا يسمعهُ من غَيره

وَكَانَ يسْأَل الْوَاحِد منا عَن مَرضه ومداواته ومطعمه ومشربه وتقلبات أَحْوَاله

وَكَانَ طَاهِر الْمجْلس لَا يذكر بَين يَدَيْهِ أحد إِلَّا بِالْخَيرِ وطاهر السّمع فَلَا يحب أَن يسمع عَن أحد إِلَّا بِالْخَيرِ وطاهر اللِّسَان فَمَا رَأَيْته أولع بشتم قطّ وطاهر الْقَلَم فَمَا كتب بقلمه أَذَى لمُسلم قطّ وَكَانَ حسن الْعَهْد وَالْوَفَاء فَمَا أحضر بَين يَدَيْهِ يَتِيم إِلَّا وترحم على مخلفه وجبر قلبه وَأَعْطَاهُ خبز مخلفه إِن كَانَ لَهُ من أَهله كَبِير يعْتَمد عَلَيْهِ وَسلمهُ إِلَيْهِ وَإِلَّا أبقى لَهُ من الْخبز مَا يَكْفِي حَاجته وَسلمهُ إِلَى من يكفله ويعتني بتربيته

وَكَانَ مَا يرى شَيخا إِلَّا ويرق لَهُ وَيُعْطِيه وَيحسن إِلَيْهِ وَلم يزل على هَذِه الْأَخْلَاق إِلَى أَن توفاه الله عز وَجل إِلَى مقرّ رَحمته وَمحل رضوانه

<<  <  ج: ص:  >  >>