رَوَاحه من غير اجْتِمَاع بِهِ وَحسنت لَهُ فِيهَا الْعود وَكَانَ بيني وَبَينه صداقة تَقْتَضِي مثل ذَلِك فَعَاد وَاجْتمعَ بالسلطان فَرَحَّبَ بِهِ وانبسط مَعَه واستوحش لَهُ وأمسكه أَيَّامًا ثمَّ خلع عَلَيْهِ خلعة حَسَنَة وَأَعْطَاهُ مركوبا لائقا وثيابا كَثِيرَة ليحملها إِلَى أهل بَيته وَأَتْبَاعه وجيرانه وَنَفَقَة يرتفق بهَا وَانْصَرف عَنهُ وَهُوَ أشكر النَّاس لَهُ وأخلصهم دُعَاء لأيامه
قَالَ وَلَقَد رَأَيْته رَحمَه الله وَقد مثل بَين يَدَيْهِ أَسِير فرنجي وَقد هابه بِحَيْثُ ظهر عَلَيْهِ أَمَارَات الْخَوْف والجزع فَقَالَ لَهُ الترجمان من أَي شَيْء تخَاف فَأجرى الله على لِسَانه أَن قَالَ كنت أَخَاف قبل أَن أرى هَذَا الْوَجْه فَبعد رؤيتي لَهُ وحضوري بَين يَدَيْهِ أيقنت أَنِّي مَا أرى إِلَّا الْخَيْر فرق لَهُ وَمن عَلَيْهِ وَأطْلقهُ
قَالَ وَكنت رَاكِبًا فِي خدمته فِي بعض الْأَيَّام قبالة الفرنج وَقد وصل بعض اليزكية وَمَعَهُ إمرأة شَدِيدَة التحرق كَثِيرَة الْبكاء متواترة الدق على صدرها فَذكر قصَّة أم الرَّضِيع الَّذِي سرق وَقد مَضَت
قَالَ وَكَانَ رَحمَه الله لَا يرى الاساءة إِلَى من صَحبه
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute